- السراج الأرثوذكسي - https://www.alsiraj.org/blog -

معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربع

معجزات ربنا يسوع المسيح في الأناجيل الأربعة [1]


مقدمة

أ- قراءة السيد المسيح للأفكار، ومعرفته الغيب.

1- إن معجزات السيد المسيح لا تدخل تحت حصر، وهي متعددة جداً في أنواعها. لذلك لن نتعرض في هذا البحث إلى:

ب- ظهورات السيد المسيح المتعددة بعد القيامة.

2- إنما سنركز حديثنا في:

أولاً: معجزات خاصة بالرب نفسه.

ثانياً : معجزات عامة أجراها الرب:

أ- هي معجزات كثيرة جداً لا تدخل تحت حصر.

ب- هي معجزات عامة ومتعددة وبالجملة وللجميع.

ثالثاً : معجزات خاصة أجراها الرب:

أ- معجزات خاصة بإقامة الموتى.

ب- معجزات خاصة بالأرواح وإخراج الشياطين.

ج- معجزات خاصة بالطبيعة.

د- معجزات خاصة بشفاء المرضى، وبالذات من الأمراض المستعصية.

أولاً: معجزات خاصة بالرب نفسه

– ولادة السيد المسيح من عذراء ( متي 1 : 18 – 25 ، لو 1 : 34، 35 ، لو 2 : 7 )، ويمكن أن يضاف إليها:

أ- إرتكاض يوحنا المعمدان – وهو جنين – في بطن أمه، ( لو 1 : 44 ).

ب- ولادة يوحنا المعمدان من عاقر ( أليصابات ) : ( لو 1 : 36، 37، 57 )، فهو الملاك الذي يهيئ الطريق قدام السيد المسيح ( ملاخي 3 : 1 ، مت 11 : 10 ، مر 1 : 2 ، لو 7 : 27 ).

2- حادثة العمعمودية، ونذكر فيها:

أ- شهادة الآب وقت العماد ( مت 3 : 17 ، مر 1 : 11 ، لو 3 : 22 ).

ب- حلول الروح القدس مثل حمامة نازلاً عليه ( مت 3 : 16 ، مر 1 : 10 ، لو 3 : 21، 22 ، يو 1: 32، 33).

ج- شهادة يوحنا المعمدان له ( مت 3 : 11، 12 ، مر 1 : 7، 8 ، لو 3 : 2، 15 – 17 ، يو 1 : 19 – 36 ).

3- رؤية السيد المسيح لنثنائيل تحت التينة. حتي أن نثنائيل آمن ( يو 1 : 47 – 50 ).

4- حادثة التجلي : ( مت 17 : 1 – 8 ، مر 9 : 2 – 8 ، لو 9 : 28 – 36 )، وشهادة الآب له وقت التجلي ( مت 17 : 5 ، مر 9 : 7 ، لو 9 : 35 ).

5- شهادة الآب له في ( يوحنا 12 ). ” أيها الآب مجد إسمك. فجاء صوت من السماء: مجدت وأمجد أيضاً. فالجمع الذي كان واقفاً وسمع قال: قد حدث رعد، وآخرون قالوا : قد كلمه ملاك، أجاب يسوع وقال: ليس من أجلي صار هذا الصوت بل من أجلكم ” – ( يو 12 : 28 – 30 ).

6- خروج دم وماء من جنبه. حينما طعن بالحربة، بعد أن أسلم الروح علي الصليب ( يو 19 : 34، 35 ).

7- قيامته من بين الأموات.( مت 28 : 5، 6 ، مر 16 : 5، 6 ، لو 24: 1 – 6 ، يو20: 5 – 9، 12).

8- دخوله العلية – بعد القيامة – والأبواب مغلقة ( مرتين ). حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود ( يو 20 : 19، 26 ). فكما خرج من بطن العذراء وبتوليتها مختومة، كذلك خرج من القبر وهو مغلق، وأيضاً دخل العلية والأبواب مغلقة..

9- صعوده إلي السماء. ( مر 16 : 19 ، لو 24 : 50 – 52 ، أع 1 : 9 – 12 ).

10- جلوسه عن يمين الآب. ( مر 16 : 19 ).

معجزات الجزء الثاني

ثانياً: معجزات عامة أجراها الرب

أ- هي معجزات كثيرة جداً لا تدخل تحت حصر

+ سبق أن ذكرنا أن المعجزات التي أجراها السيد المسيح لا يمكن أن تحصى أو أن تعد من كثرتها، إنما ذكرت لنا الأناجيل بعض المعجزات – وليس الكل – علي سبيل المثال وليس الحصر.. بدليل ما ورد في يو 20، 21.

يو 20 { وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه، لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه قد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح إبن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة} بإسمه – (يو 20 : 30، 31 ). يو 21 { وأشياء أخر كثيرة صنعها يسوع، إن كتبت واحدة واحدة، فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة } ( يو 21 : 25 ).

ب- هي معجزات عامة ومتعددة وبالجملة وللجميع

1- بعد شفاء حماة سمعان بطرس

متي 8 { ولما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين. فأخرج الأرواح بكلمة، وجميع المرضي شفاهم } ( متى8 : 16). مر 1 { ولما صار المساء إذ غربت الشمس، قدموا إليه جميع السقماء والمجانين. وكانت المدينة كلها مجتمعة علي الباب. فشفي كثيرين كانوا مرضي بأمراض مختلفة وأخرج شياطين كثيرة، ولم يدع الشياطين يتكلمون لأنهم عرفوه } ( مر 1: 32 – 34 ). لو 4 { وعند غروب الشمس جميع الذين كان عندهم سقماء بأمراض مختلفة قدموهم إليه، فوضع يديه علي كل واحد منهم وشفاهم. وكانت شياطين أيضاً تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول : أنت المسيح إبن الله. فإنتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح – لو 4 : 40، 41 ).

2- مر 1 : 39 { فكان يكرز في مجامعهم في كل الجليل ويخرج الشياطين }.

[2]

3- متي 4 { وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. فذاع خبره في جميع سورية. فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم} ( مت 4 : 23، 24 ).

4- مر 3 ( لأنه كان قد شفي كثيرين حتي وقع عليه ليلمسه كل من فيه داء. والأرواح النجسة حينما نظرته خرت له وصرخت قائلة : إنك أنت إبن الله } ( مر 3 : 10، 11 ).

5- لو 6 {.. وجمهور كثير من الشعب من جميع اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء، الذين جاءوا ليسمعوه ويشفوا من أمراضهم، والمعذبون من أرواح نجسة، وكانوا يبرأون. وكل الجمع طلبوا أن يلمسوه، لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع } ( لو 6 : 17 – 19 ) أنظر أيضاً} ( لو 5 : 15 ).

6- مت 9 { وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها، ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب { (مت 9 : 35 ).

7- إذهبا وأخبرا يوحنا:

مت 11 {. إذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران: العمي يبصرون والعرج يمشون، والبرص يطهرون والصم يسمعون، والموتي يقومون والمساكين يبشرون } ( مت 11 : 4، 5 ). لو 7 { وفي تلك الساعة شفى كثيرين من أمراض وأدواء وأرواح شريرة، ووهب البصر لعميان كثيرين.. وقال.. إذهبا وأخبرا يوحنا بما رأيتما وسمعتما: إن العمي يبصرون والعرج يمشون…… إلخ } ( لو 7 : 21، 22 ).

8- مت 12 : 15 {.. وتبعته جموع كثيرة فشفاهم جميعاً }.

9- ولكنه لما جاء إلى وطنه، لم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم!

مت 13 { ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتي بهتوا وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمة والقوات ؟! أليس هذا إبن النجار ؟!… فمن أين لهذا هذه كلها ؟! فكانوا يعثرون به. وأما يسوع فقال لهم: ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه وفي بيته! ولم يصنع هناك قوات كثيرة لعدم إيمانهم !! – مت 13 : 54 – 58 ). مر 6 {.. ولم يقدر أن يصنع هناك ولا قوة واحدة، غير أنه وضع يديه علي مرضي قليلين فشفاهم. وتعجب من عدم إيمانهم !!… } ( مر 6 : 1 – 6 ).

10- لوقا 8 {.. كان يسير في مدينة وقرية يكرز ويبشر بملكوت الله ومعه الإثنا عشر، وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريرة وأمراض.. } ( لو 8 : 1، 2 ).

11- قبل معجزة الخمس خبزات والسمكتين:

مت 14 { فلما خرج يسوع أبصر جمعاً كثيراً، فتحنن عليهم وشفى مرضاهم } ( مت 14 : 14 ). لو 9 ( فالجموع إذ علموا تبعوه. فقبلهم وكلمهم عن ملكوت الله. والمحتاجون إلي الشفاء شفاهم – لو 9 : 11 ). يو 6 { وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى – يو 6 : 2 ) أنظر أيضاً} ( يو 2 : 23 ).

12- بعد معجزة المشى على الماء:

مت 14 { فلما عبروا جاءوا إلى أرض جنيسارت، فعرفه رجال ذلك المكان. فأرسلوا إلى جميع تلك الكورة المحيطة، وأحضروا إليه جميع المرضي، وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء } ( مت 14 : 34 – 36 ). مر 6 { ولما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه. فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة، وإبتدأوا يحملون المرضى على أسرة إلى حيث سمعوا أنه هناك. وحيثما دخل إلى قري أو مدن أو ضياع، وضعوا المرضي في الأسواق، وطلبوا إليه أن يلمسوا ولو هدب ثوبه؛ وكل من لمسه شفي مر 6 : 54 – 56 ).

13- قبل معجزة السبع خبزات وقليل من صغار السمك:

مت 15 ( ثم إنتقل يسوع من هناك وجاء إلى جانب بحر الجليل.. فجاء إليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشل وآخرون كثيرون، وطرحوهم عند قدمي يسوع فشفاهم، حتى تعجب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون والشل يصحون والعرج يمشون والعمي يبصرون، ومجدوا إله إسرائيل – مت 15 : 29 – 31 ).

14- في الهيكل في عيد المظال:

يو 7 ( فآمن به كثيرون من الجمع وقالوا: ألعل المسيح متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا ؟ -يو7 :31).

15- مت 19 ( ولما أكمل يسوع هذا الكلام، إنتقل من الجليل وجاء إلي تخوم اليهودية من عبر الأردن. وتبعته جموع كثيرة فشفاهم هناك – مت 19 : 1، 2 ).

16- بعد معجزة إقامة لعازر:

[3]

يو 11 ( فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا: ماذا نصنع ؟ فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة!!- يو 47:11).

17- صنع عجائب وشفى مرضى في الهيكل، حتي في يوم دخوله أورشليم ( يوم أحد الشعانين ):

مت 21 ( وتقدم إليه عمي وعرج في الهيكل فشفاهم. فلما رأى رؤساء الكنيسة والكتبة العجائب التي صنع والأولاد يصرخون في الهيكل ويقولون: أوصنا لإبن داود، غضبوا !! – مت 21 : 14، 15 ). أنظر أيضاً ( لوقا 19 / 37 ).

18- يو 12 { ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها، لم يؤمنوا به… ولكن مع ذلك آمن به كثيرون من الرؤساء أيضاً غير أنهم – لسبب الفريسيين – لم يعترفوا به، لئلا يصيروا خارج المجمع. لأنهم أحبوا مجد الناس أكثر من مجد الله !! } (يو 12 : 37، 42، 43 ).

معجزات الجزء الثالث

ثالثاً: معجزات أجراها الرب (خاصة بإقامة الموتى)

أ- معجزات خاصة بإقامة الموتى

وفيها يظهر سلطان السيد المسيح على الموت والحياة.

1- إقامة إبن أرملة نايين ( لو 7 : 11 – 17 )

+ يوضح لنا الإنجيل مدى الحالة التي وصلت إليها المرأة {.. ميت محمول، إبن وحيد لأمه، وهي أرملة } ( لو7 : 12).

+{ فلما رآها الرب تحنن عليها وقال لها، لا تبكي } ( لو 7 : 13 ): يقول القديس أمبروسيوس ( إن الأحشاء الإلهية حركتها دموع أم فقدت وحيدها وهي أرملة، بينما مشاركة الجموع لها في آلامها لم تسد الفراغ الذي تركه موت إبنها، وحرمانها من الأمومة ). فالله لا يتعامل معنا علي مستوى السلطة والسيادة – مع أنه الخالق وسيد الكل – بقدر تعامله مع الإنسان على مستوي الحب والرحمة.

+ { ثم تقدم ولمس النعش، فوقف الحاملون } ( لو 7 : 14 ): ويتساءل القديس كيرلس الكبير عن سر لمس السيد المسيح للنعش، مع أنه كان قادراً أن يقيم الميت بكلمة، ويجيب قائلاً ( كان ذلك يا أحبائي لتعلموا أن جسد الكلمة هو جسد الحياة المتسربل القوة والسلطان، وكما أن الحديد إذا ما إتحد بالنار بدت فيه مظاهر النار وقام بوظائف النار، كذلك جسد الكلمة المسيح تجلت به الحياة، وكان له السلطان على محو الموت والفساد ). وهكذا أظهر السيد المسيح ما كان لجسده من قدرات على إعطاء الحياة، خلال إتحاد اللاهوت به.. وبهذا رفع من شأن الجسد الذي كان موضع إزدراء، مباركاً طبيعتنا فيه.

+ المعجزة تمت بالأمر ( أيها الشاب لك أقول قم – لو 7 : 14 ).

+ { فجلس الميت وإبتدأ يتكلم فدفعه إلى أمه – لو 7 : 15 ): يقول القديس أمبروسيوس ( إن أخطأت خطيئة مميتة.. إجعل أمك – التي هي الكنيسة – تبكي عليك، فإنها تشفع في كل إبن لها كما كانت الأرملة تبكي من أجل إبنها الوحيد. إنها تترك في الألم بالروح، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لها حينما ترى أولادها يدفعهم الموت في الرذائل المهلكة… حينئذ تقوم أنت من الموت، وتنطق بكلمات الحياة ).

+ وكانت نتيجة المعجزة ( فأخذ الجميع خوف ومجدوا الله قائلين: قد قام فينا نبي عظيم، وإفتقد الله شعبه. وخرج هذا الخبر عنه في كل اليهودية، وفي جميع الكورة المحيطة – لو 7 : 16، 17 ).

+ ويقارن المغبوط أغسطينوس بين موت الجسد وموت الروح بالخطية فيقول ( إنه لعمل معجزي أعظم أن يقوم اللص ليحيا إلى الأبد، عن أن يقوم ليموت ثانية.. لقد فرحت الأم الأرملة عند إقامة الشاب، وها هم البشر يقومون كل يوم بالروح، والكنيسة كأم تفرح بهم. ذاك كان ميتاً حقاً بالجسد، أما هؤلاء فهم أموات بالروح. موته المنظور جلب بكاءً منظوراً، وموتهم غير المنظور لم يكن موضع سؤال الآخرين ولا موضع إدراكهم، فبحث عنهم ذاك الذي يعرف أنهم أموات، هو وحده يعرفهم وقادر أن يهبهم حياة ).

+ ويؤكد القديس كيرلس الكبير ( أولئك الأموات الذين أحياهم المسيح هم أكبر شاهد على قيامة الأموات… فعند نهاية العالم، الله الآب يهب بإبنه حياة للجميع. لقد جلب الموت على الناس الشيخوخة والفساد.. أما المسيح فهو المحيي، لأنه هو الحياة )

الرابع

إقامة إبنة يايرس ( مت 9 : 18، 19، 23 – 26 ، مر 5 : 22 – 24، 35 – 43،لو8 :41، 42، 49- 56).

كان يايرس رئيساً للمجمع ( لو 8 : 41 ، مر 5 : 22 )، وقد جاء وخر ووقع عند قدمي السيد وسجد له، وطلب منه أن يأتي إلى بيته، لأنه كانت له بنت وحيدة صغيرة – لها نحو إثنتي عشرة سنة – وقال له ( إبنتي الصغيرة علي آخر نسمة – مر 5 : 23 )، وكانت في حال الموت ( لو 8 : 42 ) بل إنها الآن ماتت ( مت 9 : 18 ). وكان طلب يايرس ( تعال وضع يدك عليها فتحيا – مت 9 : 18 ) أنظر ايضاً ( مر 5 : 23 وطلب إليه كثيراً.. ليتك تأتي وتضع يدك عليها لتشفي فتحيا ). وبمقارنة إيمان يايرس ( اليهودي ) رئيس المجمع بإيمان قائد المئة ( الأممي )، نجد أنه بينما طلب يايرس إلى السيد أن يدخل بيته ( لو 8 : 41 )، إذ بقائد المئة لا يسأله أن يحضر إلى بيته ولا أن يضع يده على غلامه قائلاً ( لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، لكن قل كلمة فقط فيبرأ غلامي – مت 8 : 8 ، لو 7 : 6، 7 ). ولذلك، فعبارة ( طلب إليه كثيراً – مر 5 : 23 ) تدل علي ضعف إيمان يايرس، فإحتاج هذا الإيمان أن يسنده السيد المسيح بمعجزة شفاء نازفة الدم – فيما هو منطلق إلى بيت يايرس – لعله يطمئن إلى عمله الإلهي ولا يضطرب إيمانه بعد.

+ وبينما السيد يتكلم، جاء واحد من دار رئيس المجمع قائلاً له ( قد ماتت إبنتك، لا تتعب المعلم – لو 8 : 49 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 35 )، وإذ بالسيد المسيح يشدد إيمانه بقوله ( لا تخف، آمن فقط فهي تشفي – لو 8 : 50 ) أنظر أيضاً ( مر 5 : 36 )، فقد قيل عنه ( قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة مدخنة لا يطفئ – مت 12 : 20 ) أنظر أيضاً

( إش 42 : 3 ). وعندما جاء السيد إلى البيت، نظر الجمع يضجون ( مت 9 : 23 )، يبكون ويولولون كثيراً ( مر 5 : 38 )، وكان الجميع يبكون عليها ويلطمون ( لو 8 : 52 ). وإذ به يطمئنهم قائلاً ( لا تبكوا، لم تمت لكنها نائمة – لو 8 : 52 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 24 ، مر 5 : 39 ). ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم ( حقاً، عندما جاء المسيح، صار الموت نوماً ) ! وكان رد الفعل لكلامه أنهم ( ضحكوا عليه عارفين أنها ماتت – لو 8 : 53 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 24 ، مر 5 : 40 ). وصار ضحكهم شهادة حق أنها ماتت.

+ أما هو فأخرج الجميع خارجاً ( لو 8 : 54 )، ( مت 9 : 25 ، مر 5 : 40 ) ولم يدع أحداً يدخل إلا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبا الصبية وأمها ( لو 8 : 51 ) ودخل حيث كانت الصبية مضطجعة ( مر 5 : 40 ). وهكذا لم يدخل السيد إلى الصبية ومعه جموع كثيرة، لأنه أراد أن يؤكد أن التمتع بقوة القيامة ليس للجميع، بل للذين يريدونها ويشتاقون إليها.. فلم تكن إقامة الصبية إستعراضاً لعمل معجزي فائق، إنما كشفاً عن السيد المسيح كواهب للقيامة، يختبره من يلتصق به ( أبو الصبية وأمها ) ومن يتتلمذ علي يديه ( بطرس ويعقوب ويوحنا ).

+ { ثم أمسك بيد الصبية وقال لها: طليثا قومي، الذي تفسيره: يا صبية، لك أقول قومي – مر 5 : 41 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 25 ، لو 8 : 54 ).

+ وكانت نتيجة المعجزة ( رجعت روحها وقامت في الحال…. فبهت والداها – لو 8 : 55، 56 )، ( ومشت… فبهتوا بهتاً عظيماً – مر 5 : 42 ) أنظر أيضاً ( مت 9 : 25 )، (فخرج ذلك الخبر إلي تلك الأرض كلها – مت9: 26).

+ وأمر أن تعطي لتأكل ( لو 8 : 55 ، مر 5 : 43 )، وقد ركز كثير من الآباء على هذه العبارة، لتأكيد أن إقامتها لم تكن خيالاً بل حقيقة ملموسة. وفي ذلك يقول القديس جيروم {.. أمر بتقديم طعام لها حتى لا يظن أن القيامة وهم.

[4]