- السراج الأرثوذكسي - https://www.alsiraj.org/blog -

ساعة موتنا !؟

ساعة موتنا !؟

[1]

الموت حدث اكيد في حياتنا، مع ذلك فان يوم موتنا وساعته تبقى مجهولة وكما ان يوم مجيء الثاني للرب سوف ياتي “كلص في الليل” (اتسا 5: 2) هكذا ايضا بطريقة سوف ياتي موت مل انسان في وقت غير معروف لان ساعة الموت “تقلد ذلك ” المجيء الثاني بما انها تشبهه وهي متعلقة به بينما يكون يوم مجيء الرب فجائيا يكون يوم الموت جزئيا وبالتالي فان نهاية الحياة كل منا هي صورة النهاية .

القديس باسيليوس الكبير يسال الانسان الذي يؤجل عمل الخلاص: “ايها الانسان من حدّد حدود حياتك؟من حدّد أمد شيخوختك؟ من يكفل بتأكيد انك ستصل الى يوم غد؟ ألا ترى الاطفال يخطفون بالموت وكذلك الكهول يغادرون ؟ايها الانسان ،ى يوجد بعد ثابت من الزمن سوف تنتهي من بعده الحياة الحاضرة لكل واحد منا .الشيء الوحيد الذي نستطيع ان نقوله نحن البشر حول الموضوع هو هذا: سوف يأتي الموت عندما تكتمل شروط الحياة التي حدّدت منذ البداية بقضاء الله الطيب والعادل. الله وحده يرى مسبقا من بعيد ويعرف مسبقا بعمله الكلي الساعة الدقيقة لرحيل كل واحد من مخلوقاته من هذا العالم الحاضر انه الواحد الذي يحدد بحكته اللامتناهية تخوم حياة الانسان ويكون هذا لخيرنا الروحي دائما .لهذا ترتل كنيستنا :”يا مسيحنا ،انسجاما مع قضائك الغامض والسري فانت ،قد حددت مسبقابطريقة كلية الحكمة متي ستأتي نهاية حياة كل انسان.”

” لو انني عرفت ساعة موتي لعملت كل جهدي كي اقدم نفسي امام عرش الله بشكل افضل ولكن الآن … ان الفضيلة التي تمارس تحت قوة الخوف من الموت ليست بالحقيقة فضيلة .ان لها صفة العبودية والاكراه يعلّم القديس يوحنا الدمشقي ان “ما يعمل بالقوة ليس عقلانيا ولا فاضلا .ويشير الذهبي الفم ايضا انه تحت هذه الشروط حتى القجيسون لا يكون لهم مكالإأة على الفضيلة اذا عرفوا يوم موتهم المحدد. .. لانه عرف الرجل الشرير يوم موته بدقة فانه سيتجرأ ان يفعل كل شيء قبل ذلك اليوم كان سيتجرأ ان ينتقم ويعاقب اعداه “مرتبكا الوانا من الافعال الشريرة التي اختارها “وكان سيموت عندئذ راضيا لكونه قد انتقم من اولئك الذين أذوه.(الذهبي الفم ) . ولذلك فان عدم معرفة ساعة الموت يشكّل عائقا مانعا لعمل الناس الاشرار .. لو ان الانسان عرف مسبقا يوم وفاته فانه سيستمر يخطئ دون خوف خلال حياته وبالضبط قبل يومين او ثلاثة من موته سيتوب عندئذ معتمدا0بشكل خاطئ ،طبعا) على الكلمة التي قالها الله من خلال النبي :” في الحالة التي اجدك فيها سوف أدينك”(القديس اثناسيوس) .عدم معرفتنا ساعة الموت يساعدنا ايضا ان نكون مستعدين دائما للحياة الأخرى ” لقد ابقى الله يوم موتنا مجهولا لكي بسبب عدم معرفتنا متى نتوقّعه نقدر ان نحفظ أنفسنا في الفضيلة دائما “( الذهبي الفم ) .قال الرب لتلاميذه :” فكونا اذن انتم ايضا مستعدين لان ابن البشر يلتي في ساعة لا تطنّونها “( متى 24: 44) . ولكن يوم المجيء الثاني ،يوم نهاية العالم وبالتالي يوم الدينونة لكل شخص هو ساعة الموت بشكل اساسي وهكذا بعد كشفه يوم موتنا فان الرب يريدنا ان نكون مصمّمين بشكل مستمر على الفضيلة .ذلك يعني، أن نكون دوما في حالى الاستعداد والتحضير ،حالة الجهاد الروحي الذي لا يتوقف ـيقظين ساهرين على اسوار انفسنا ،يساعدنا التوقع المستمر للموت لكي نتشجّع فواظب على ممارسة الفضيلة ( القديس يوحنا الذهبي الفم) .

[2]