- السراج الأرثوذكسي - https://www.alsiraj.org/blog -

الزواج المِثلي

الزواج المِثلي

بقلم المعلم  الانطاكي

الشماس

اسبيرو جبور

[1]

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند يحظى اليوم في فرنسا بنسبةٍ ضئيلة من التأيِّيد الشعبي. تخرج المظاهرات ضدَّهُ على نطاقٍ واسعٍ. وإِمعاناً منهُ في الخضوع للصهيونيَّة العالميَّة، فقد أَصدر تشريعاً يَسمَحُ بالزواج المثلي. أَلحَقَ بهِ زميلَهُ المتهوِّر ديفيد كاميرون البريطاني فأَصدرَ تشريعاً مثل هذا واصطدم بمعارضة الكنيسة أَيضاً.

المحلِّلونَ السياسيُّونَ الدُوَليُّون يفَسِّرونَ التصادف بأَنَّهُ لهُ علاقةً ما. الرئيسان الفرنسي والبريطاني منزعجان من الكنيسة الَّتي تعارض مشاريعهما الصهيونيَّة. هما خاضعان للنفوذ اليهودي وهذا أَمرٌ معروف، وليسَ من موجب لهذا التشريع سوى انزعاجهما من مواقف الكنائس الأُرثوذكسيَّة والكاثوليكيَّة ضدَّ رغباتهِم الإِستعماريَّة. فهُم ما زالوا يعيشونَ في أَحلامِ الأَعوام 1914و 1920و 1921 وما زالوا يتصوَّرون أَنَّهم قادرونَ على تغيِّيرِ خارطة العالم كما يشاؤون وكما فعَلوا في ذلك الزمان .

الزمان انتهى ولم يعُد الزمان زمانهم. هناكَ قِوى عالميَّة أَقوى منهما وإِن كانت حِنكُتهما هي الأَقوى أَحياناً.

نِسبة المثليِّين في بريطانيا هي إِثنين في المئة وفي فرنسا هي أَقلُّ من ذلك. الظروف الحاليَّة دفعَت الرئيس الفرنسي والإِنكليزي الى الإِصطدام بالكنيسة، والكنيسة عدوٌّ لدودٌ للشذوذِ الجنسي.

إِنَّ اللهَ أَحرقَ سَدوم وعَمورة قبلَ موسى وناموسِ موسى بسبب هذه الجريمة الشنيعة. وفي مطلع الفصل الثالث عشَر إلى العبرانيِّين:” أَمَّا الزُناةُ والفاسقون فسَيَدينُهُم الله “.

في رسالةِ بولس الأُولى الى أَهل كورنثوس الفصل السادس: ” لا تضِلُّوا، فإِنَّهُ لا الزُناةُ ولا عَبَدة الأَوثانِ ولا الفسَّاق ولا المعتَمِرون ولا الُّلوطيُّون ولا الطمَّاعون ولا السارقون ولا السِكِّيرون ولا الشتَّامون ولا السالِبون يرِثونَ ملكوتَ الله. ولقد كان بعضُكَم كذلك، ولكِنَّكُم قد اغتسَلتُم بل قد تقدَّستُم، بل قد بُرِّرتُم باسمِ الربِّ يسوعَ وبروحِ إِلهِنا “. وقال ايضاً : ” إِنَّ اَلأطعمة للجوفِ والجوفِ للأَطعِمة، وسيُبيدُ الله هذهِ وتلكَ. أَمَّا الجسدُ فليسَ للزِّنى بل للربِّ والربُّ للجسد، واللهُ الَّذي أَقامَ الربُّ سيُقيمَنا نحنُ ايضاً بقوَّتِهِ. أَما تعلَمونَ أَنَّ أَجسادَكُم هي أَعضاءُ المسيح؟ أَفآخذُ أَعضاءَ المسيحِ وأَجعلُ منها أَعضاءَ زِنى؟ حاشى… أُهرُبوا من الزِّنى. فإِنَّ كُلَّ خطيئةٍ يفعَلُها الإِنسانُ هي خارج الجسد، أَمَّا الزاني فإِنَّهُ يخطأُ الى جسَدِهِ. أَما تعلَمونَ أَنَّ جسَدَكُم هو هيكلُ الرُّوحِ القُدُس الَّذي فيكُم الَّذي نِلتُموهُ من الله وأَنَّكُم لستُم لأَنفَسِكُم؟ لأَنَّكم قد اشتُريتُم بثمنٍ، فمَجِّدوا اللهَ في أَجسادِكُم وفي أَرواحِكُم التي هي لله “.

إِذاً، غضبُ الله مُعلَنٌ من السماء على الشذوذ الجنسي إِن كان بين النساء وإِن كانَ بين الرجال. هذه الخطيئة هي شنيعةٌ جدًّا من الناحية الدينيَّة.

كيف لفرانسواه ولكاميرون أَن يطعنوا بالكنيسة وأَن يُخالفوا تعاليمها وتعاليمَ الكتاب المقدَّس بهذه الصورة الشنيعة؟ أَليسَ هذا مُعادةٌ منهما للكنيسة وللكتاب المقدَّس فيُصبِحان بذلك كافرَين بتعليمِ الكنيسة من الناحية العلميَّة !

الزواج المثلي جريمةٌ كبيرة لأَنَّه تعقيمٌ لشخصَين، للزوجِ والزوجة. لا ينتجان نسلاً وهو إِخصاءٌ. أَمَّا بالنسبةِ للمخنَّث فهو تَحَوُّلٌ عن طبيعتهِ الذَكَريَّة إلى طبيعة أُنثويَّة، وهذا إِذلالٌ وتحقيرٌ كبير. يفقد الرجل رجولتَهُ وقدرتَهُ على النسل، ويفقد كرامتَهُ ويصبح مطيَّة حقيرة وذليلة. يُصبِح عبداً للآخر وبلا كرامة. يُصبح محتقَراً في المجتمع وخاصَّة في البلاد المسيحيَّة حيث هذه الجريمة شنيعةٌ جدًّا.

هذه الجريمة الشنيعة تحتاجُ الى معالجةٍ اجتماعيَّة وروحيَّة. يطالِبُ البعض بحُسنِ معاملة المثليِّين والإِشفاق عليهم. هؤلاء المثليُّون لا يحتاجونَ الى الشفقة بل الى المعاملة الشديدة لكي يتوبوا عن جريمتهِم.كلُّ الخطايا مبدئيًّا تصدرُ عن الإِرادة، وهؤلاء مطالَبونَ كنسيًّا بالتخلُّصِ من ضعفِ الإِرادة لكي يُسَيطروا على أَنفسِهم ويُؤَدُّوا التوبة بالدموعِ والخشوعِ والركوعِ.

نحنُ لا نشفِقُ عليهم ليتسامَحوا مع رذيلتهِم بل نُعيدُهم للتوبة. بولس الرسول ما تساهَلَ مع خاطئ. الشدَّةُ موجودة في طِباع بولس ورسائلِ بولس. وفي رسالتهِ الى العبرانيِّين الفصل 12: ” لا جَرَمَ أَنَّ كلَّ تأَديبٍ لا يبدو في وقتِهِ باعثاً على السرور بل على الغمِّ إِلَّا أَنَّهُ فيما بعد يُعقِبُ الَّذينَ ترَوَّضوا بهِ، ثمرَ بِرٍّ يُفيدُ السلامَ. فَأَنهِضوا إِذاً أَيديكُم المسترخيَة ورُكَبَكُم المنحلَّة، ” واخطوا بَأقدامِكُم خَطواتٍ مستقيمةً “، حتى لا يَحيدَ بكم العَرَجُ بل يُبرَأَ. أُطلبوا السلامَ مع الجميعِ والقداسة التي بدونِها لا يُعاينُ الربَّ أَحدٌ. لاحظوا لئلَّا يتأَخَّرَ أَحدٌ عن نعمةٍ الله ولِئلَّا ينبُتَ أَصلُ مرارةٍ فيكونَ مُضِرًّا ويتَدَنَّسَ بهِ الكثيرونَ حتى لا يكونَ بينَكم زامٍ أَو مُبتذِلٌ كعيسو الَّذي باعَ بِكريَّتَهُ بأَكلةٍ واحدة. لأَنَّكم تعلَمون أَنَّهُ لما رامَ من بعدُ أَن يرِثَ البركة، رُذِلَ لأَنَّهُ لم يجِدْ موضِعاً للتوبة وإِن يكَن قد طَلَبَها بالدموعِ “.

والمسيحُ وبَّخَ ايضاً. وبَّخَ الفرِّيسيِّين توبيخاتٍ شديدة في الفصل 23 من إنجيلِ متى.

لدى الكنيسة موقف من الخاطئين وهو موقف الحَزم والتبوبيخ ليعودوا عن ضلالهِم. نحن لا نُطالِب بذَبحِ المثليِّين، نحنُ نُطالِب بتَوبَتِهم وعودَتِهم عن هذه الشراهة الفاحشة التي يدينها الكتاب المقدَّس أَقوى دينونة.

إذا عاقَبَهُم الله في العهد القديم بالحريق، فكَم يكون عقابهم في العهد الجديد؟ هو أَقوى من الحريق، هو جهنَّم. هؤلاء لا يدخلونَ ملكوتَ الله. هُم إِذاً مُعَدُّونَ للهلاكِ في جهنَّم.

وإِذا استمرُّوا على زواجهِم هذا، كان على الكنيسة أَن تمتنع عن تجنيزهِم. هؤلاء هُم أَبناءُ جهنَّم لا يجوز تجنيزهم أَو الصلاة على أَجسادِهم الملوَّثة بدَنَسٍ كبيرٍ.

المسأَلةُ ليست مسألة شفقة. المسألةُ هي مسأَلةُ توبة ورجوع عن الجريمة الفاحشة.

السوق الأُوروبيَّة المشتركة تفرضُ على المنتمينَ إِليها من الدُوَل أَن يُلغوا العقوبة الموضوعة في قوانينِها على الشاذِّين. يا حبيبي على هذه السوق الأُوروبيَّة التي كما كان يقول رئيس أديرة جبل آثوس إِنَّها  مؤسَّسة صهيونيَّة يهوديَّة.

لا أُريد أَن أُلوِّث ذهني ولساني كثيراً بالتحليل النفسي لنفسيَّة المثليِّين. لستُ جاهلاً لحالتهِم النفسيَّة، فهي أَدنى من الكلاب لأَنَّهم قد غيَّروا جِنسِهم وطبيعتِهم.

باختصار، الشذوذ الجنسي كوليرا إِجتماعيَّة، بل أَخطر من الكوليرا. ولذلك أَنتظرُ من الكنيسة أَن تتَّخذ قرارات حاسمة وحازمة ضدَّ هذه التصرُّفات.