- السراج الأرثوذكسي - https://www.alsiraj.org/blog -

تساؤلات في عيد القديس مارون الانطاكي الارثوذكسي اللابس الله

[1]

باسم الآب والابن والروح القدسـ ،آمين

” كن صديق المسيح فتكون قديسا “

ايها الاحباء كما تعرفون اننا في هذا الصباح المبارك تعيد كنيستنا الارثوذكسية المقدسة في كل عام في مثل هذا اليوم  بعيد القديس ابينا البار مارون الانطاكي الارثوذكسي اللابس الله،اذ نقيم له خدمة كبيرة ومتكاملة.

اذ نصلي ونقول في صلاتنا :ايها المغبوط مارون لقد ظهرت في النسك ثابتا وفي التعليم ملهماً وفي العجائب عظيما ومتساميا لوفرة تواضعك …”

“لما صرت مسكنا متألهًا للثالوث يا مارون شيدت الاديار لخلاص النفوس واذ لمعتْ بالنسك الظاهرة سيرتك  في انطاكية ،،مجدك الرب…”

ايها الاحباء هذا القديس يجعلنا ان نسأل انفسنا هل انتهى عصر القديسين؟اين المسيحيين من القداسة ،هل الاموات هم القديسون فقط؟هل نستطيع ان نحيا القداسة ونحن على الارض احياء؟ ماهي القداسة؟ ومن هو القديس؟ وهل القداسة ضرورية وممكنة في حياتنا الارضية؟وكيف نصير قديسين؟

الانسان القديس حسب تعريف الكتاب المقدس هو انسان المخصص المفروز المكرس للرب.اي ان كل فاتح رحم هو مخصص للرب.

القداسة هي الاستقامة النزاهة، الامانة ،اي العمل بالكلمة وليس فقط السماع والقراءة. العمل بالتفعيل تجارة الوزنات التي عدنا .عندما يقول الرسول يعقوب :كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين  فقط خادعين نفوسكم لانه ان كان احد سامعا للكلمة وليس عاملا فذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خِلقِتهِ في مراةٍ “( يعقوب1 : 22- 32 ).

يقول الرسول بطرس في رسالته الاولى 14 : “.. كونوا قديسين في كل سيرة وانه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس” ايضا يتكلم الرسول بولس الالهي مع المؤمنين الذين على قيد الحياة ان يكون قديسين ،فالقداسة لا تكون بعد الموت فقط.

لاحظتم يا احبائي في الرسالة التي تليت  عليكم منذ قليل، ان هناك دعوة موجهه اليكم وتوجه كل يوم وكل لحظة بان تكونوا اطهار بدون دنس عائشين التوبة والقداسة حتى تكونوا هيكل الله الحي.حتى تكونوا كاملين كما اباكم في السماء كاملا وكما هو قدوس فانتم قديسين .

ألا يدعوكم يسوع المسيح في انجيله المقدس بان تكونوا قديسين(كونوا قديسين لاني انا قدوس). ولكن من يتجرأ ان يقول اني قديس ،ليس صالحا لا واحد. غير ان الله قرر ان يرفعنا الى مستواه الخاص به. يا لها من محبة عظيمة ،يعني ان الله يريد ان يعطينا قلبا نقيا وروحا مستقيما.

ايها الاحباء: ارادة الله ومحبة الرب لنا هي القداسة والاستقامة.هو طلب الهي أو امر الهي ،ليس تمني بل امر تنفيذ محبتنا للرب بان نكون قديسين. ليس فقط يوم الاحد بمجيء الى الكنيسة او حضور حلقات التعليم الديني او نقوم بعمل اجتماعي، انساني ،لكن كل يوم وفي كل دقيقة علي ان ابعد نفسي وانفصل واعزل حالي عن كل الامور التي لا يريدها الرب والتي تعيقني من الاتصال والاقتراب من الله؟ان ابتعد عن كل ما غير طاهر.

وقتها نتمتع كابناء الله العجائبين ،وقتها نحقق العجائب وبرهان على هذا الكلام ومثالنا في الكتاب المقدس وغيره من القديسين الذين لم يصنعوا عجيبة واحدة ،ولكن كانوا قديسين كبار جدا.مثل يوحنا المعمدان  والنبي دانيال ويوحنا فم الذهب.اذ كرسوا حياتهم ذبيحة حية مقدسة مرضية لدى الله.

اذا اعتقاد الناس ان القداسة هي صنع العجائب والسلوك الجيد ،هذا اعتقاد خاطئ وغير مسيحي ولا مستند على الكتاب المقدس.

الشيطان يوهم الناس ان القديس هو انسان غيرعادي لكي يتولدا فيهم الشك والضعف والتردد بان لا يستطيعوا ان يعيشوا او يصلوا الى اعلى مستوى من الحياة المسيحية ،فيجعلهم اي الشيطان ان يبتعدوا اكثر واكثر عن الله.

اذا الكتاب المقدس يتكلم عن احياء قديسين وليس عن الاموات .هناك الكثير الكثير من البراهين تثبت هذا الكلام ،على سبيل المثل لا الحصر ،يقول بولس الالهي:” سلموا على كل قديس في المسيح يسوع  يسلم عليكم الذين معي ،يسلكم عليكم جميع القديسن ولا سيما من بيت قيصر (فيليبي).

يا احباء: المسيحية ليست ديانة ولا مؤسسة، خيرية،ولا اجتماعية ولا فكرية ولا تربوية،ولا مراكز للتعيلم،المسيح لم يأت ليؤسس ديانة.

المسيحية هي المسيح الذي اتى وتجسد لاجل خلاصنا ،ليفتح لنا طريق السماء ،طريق الشركة مع الله والاشتراك في جسده ودمه.

ان اكبر خدمة يقوم بها المسيحي الحقيقي المؤمن للعالم وللكنسية هي ان يكون قديسا. لا تستغربوا هذا الكلام.

طموح الحقيقي والاساسي  لكل واحد منكم هو القداسة ،هدفنا في حياتنا المسيحية وغاية حياتنا الروحية هي القداسة.اي العشق مع الله وتواصال الدائم معه ونهائي.المسيح لم يأت ليسود علينا ،ليفرض شريعة،انما جاء ليصير اخانا وصديقنا الحميم ،فلا مسيحية دون المسيح ،اي دون المشاركة في حياة الله في قداسة الله. الحياة بالروح القدس التي ارسلها لنا يسوع المسيح يوم العنصرة.

لهذا القداسة مهمة لاسباب التالية:

–          لان الله امر بها ان نكون قديسين ،بمعنى تغيير حياتنا الفاسدة الى حياة الروحية،اي حياة توبة.

–          القداسة مهمة ،لان المسيح تألم ومات حتى يعطيعنا المكانة المقدسة مادمنا ضعفاء.

–          القداسة مهمة لانها البرهان انه لنا الايمان بالمخلص  وهي علامة خارجية لايماننا الداخلي .

–          القداسة مهمة،لانها تبرهن اننا نحب الرب يسوع ،(الم يقول ان كنتم تحبونني فاحفظوا وصاياي) الحب للرب يكون في طاعته وتنفيذ وصاياه بفرح وبسلوكنا ومعيشتنا.كلما احببناه اكثر كلما اطاعنه اكثر بفرح

–          القداسة مهمة لانها تظهر لاخرين اننا اولاد الله ونجلب المجد لله وهو المهم . لا ان نجلب المجد لانفسنا كما فعل الفريسيون ،اذا اردنا ان نكون قديسين علينا ان نعلّم العالم ان الله هو القدوس الذي يسكن فينا.

–          اخيرا :القداسة مطلوبة لاجل الشركة مع الله،لانه هو اراد ان يكون شريكنا في هذه الارض .والشركة ممكن ان تنقطع اذ لم نكون نسير في القداسة.

اقتربوا من الله فيقترب اليكم .

ألا جعلنا الله قديسين ويوفرلنا كل شيء حتى نكون شركاءه ،حتى يكون لنا فكر واحد معه. اسئله لاجلكم لكل واحد منكم هنا ان تكن قداستكم معه  كاملة وغنية كما كانت مع قديسنا العظيم مارون الانطاكي الارثوذكسي، آمين

[2]