- السراج الأرثوذكسي - https://www.alsiraj.org/blog -

جناز اليوم الثالث !

جناز اليوم الثالث

[1]

الكنيسة كأم تشارك اولادها مشاركة فعلية في كل شيء.يولد الطفل فتتلقفه الكنيسة بالصلاة اذ تصلي شاكرة الرب من أجله في اليوم الثامن بصلاة تدعى صلاة الختم الطفل وتسميته قي اليوم الثامن. ثم تعود فتقبله على ايمان والديه وعرابيه او او احدهم في المعمودية حيث يصلب مع الرب ويقوم بعد دفنه ثلاث مرات على شبه الرب المدفون ثلاثة ايام في القبر. وتدهن كل عضو من اعضاء جسده بالميرون المقدس ليكون كله مكرسا للرب. وعندما يسقط ويزل بارادة او غير ارادة تقدم له سر التوبة والاعتراف غفرانا لخطاياه. وتقدم له جسد الرب المكسور ودمه المبذول لتطعمه وتقوته ضد قوات الشر والخطيئة. وتقدم له في الزواج سر عظيما يصير فيه الانسان وشريك حياته جسدا واحدا في اكليل مقدس صورة للاكليل الحقيقي الذي يتم بين النفس وعريسها يسوع المسيح . وعند انتقاله تصلي لاجله ،لانه ما زال منها وسيقبى واحدا من اعضائها وان غاب عن الذين على الارض.

في اليوم الثالث من انتقاله تصلي له الكنيسة وتقيم له الجناز اليوم الثالث أذ تشارك الكنيسة اهل الفقيد في مشاعر محبتهم للمنتقل ورسالة تعزية لهم لكي يكفوا بعد عن البكاء.

تعترف الكنيسة بالعواطف البشرية ولا تنكرها ،فاهل المنتقل مهما بلغ ايمانهم غالبا ما يسودهم الحزن المصحوب الرجاء .ذلك من اجل آلام الفراق وليس يأسا او تذمرا على الله. لم يمنع الرسول بولس عدم الحزن منعا باتا بل قال قال:” لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم ..لانه ان كنا نؤمن ان يسوع مات وقام فكذلك الراقدون بيسوع سيحضرهم الله ايضا”( 1 تسالونيكي 13: 4و 14)

اختارت الكنيسة اليوم الثالث لتقوم بجناز اليوم الثالث لاسباب منها:

في اليوم الثالث قام الرب من بين الاموات ،محطما قوى الموت لذلك فالكنيسة تعزينا بالرب المصلوب الذي مات وقام .به يقوم المنتقل في يوم الدينونة حاملا الجسد ولكن بغير فساد حاملا عدم الموت وتكون له حياة ابدية .

جاء في سفر الخروج عن الشعب بعد خروجه من البحر ووصوله الى البرية :فساروا ثلاثة ايام في البرية ولم يجدوا ماء. فجاءوا الى مارة ولم يقدروا ان يشربوا ماء من مارة لانه مر، لذلك دعي اسمه مارة. فتذمر الشعب على موسى قائلين :ماذا نشرب ،قصرخ الى الرب ،فارأه الرب شجرة فطرحها في الماء قصار الماء عذبا (خروج 15: 22- 25) ..

لقد كان الماء مرا حتى لم يستطع احد قط ان يشرب من الماء ولكن اذ طرحت فيه الشجرة صار عذبا،هكذا تجربة الموت مرة قاسية وكأسه صعب ومؤلم ،ولكن متى ألقت الكنيسة بالصليب ، الشجرة التي صلب عليها الرب يسوع يصير كأس الألم حلوا وعذبا.

لهذا اعتادت الكنيسة في صلاة الجناز اليوم الثالث( او حتى بعد الدفن يذهب الكاهن الى بيت المنتقل ويقوم بهذه الصلاة ) ان تصلي على كأس به ماء وتلقي فيه نباتا اخضر وترشه بالصليب ،ليشرب من الماء اهل المنتقل ويُرشون به .

النبات الاخضر يشير الى الصليب الرب الذي يحول تجاربنا والآمنا الى لذة اذ فيها مشاركة الرب المتألم وقبول لحمل الصليب برضى وشكر من غير تذمر .

النبات الاخضر يشير الى المصلوب ذاته لانه في طريق الصليب قال الرب المتألم لبنات اورشليم الباكيات :”لانه ان كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس( لوقا :23: 31) فان عود الرطب قد حمل الصليب عندئذ لا نضطرب نحن العود اليابس ان حملنا صليبنا .

[2]