- السراج الأرثوذكسي - https://www.alsiraj.org/blog -

عظة الاحد: ( احد الغفران) ” الصوم الرجوع الى الله”.كنيسة الصليب المحيي- النبعة 2019.الاب باسيليوس محفوض

هل يجوز الحب والعشق في الصوم !؟

ما العلاقة بين الحب والصوم ؟!

كيفية تكوين علاقة عشق مع الله؟!

أسئلة بحاجة الى أجوبة

+ + + + + + + + +

+ + + + + +

+ + +

+

العظة:

[1]

باسم الآب والابن والروح القدس ،آمين.

الصوم يُعمر البيوت، يُعنى بالصحة كأم. هو مربٍّ للشباب ومزيّن للمتقدمين في السن. مرافق حسن للمسافرين وضمانة لكل من يساكنه. لا يشك الرجل بامرأته عندما يراها تصوم، كما لا تغار المرأة من رجلها عندما تراه يصوم بانتظام
القديس باسيليوس الكبير

أيها الأحباء: ها هو الصوم الاربعيني الكبير المقدس يطل علينا ببركاته ونعمه السماوية, بمعية الله ومشيئته  غدا تبدأ مسيرتنا نحو الفصح. من خلال صومنا وصلاتنا وصدقتنا .وتركيز واهتمام بكل ماهو روحي مقدس يغذي روحنا وجسدنا كي نكون في نهاية مشوارنا الصيامي جاهزين ومترقبين ومستعدين ومستحقين ومؤهلين ان نجوز هذا الصيام باوفر افادة ونجاح والعيش به.

غدا تبدأ الفرصة او العودة الى الله وعيش معه ،لان الصوم هو العمل للعودة الى ما كنا عليه سابقا .اي لما كان آدم وحواء مع الله بشركة دائمة فردوسية.

اذا، الصوم من معانيه هو الرجوع الى الله. هو تكوين علاقة شخصية مع الله ،علاقة حقيقة قلبية معه.

يظن البعض منا ان الصوم او الرجوع الى الله،هو إقامة برنامج صلوات واصوام ونشاطات روحية وقراءات واجتماعات وموائد. كل هذا حسن .ولكن هل هناك عند الذين يصومون ويقومون بتلك الأنشطة لهم علاقة قلبية شخصية مع الله ام لا ؟

هل يوجد حب لله ام لا ؟

هل يوجد عشق لله ،حب للحب ام لا ؟

دون الحب لا يكون صوما مباركا ولا عودة حقيقية الى الله.

مهما كانت الصلاة والاصوام ،فاذا كانت علاقة مع الله وبالحب تكون هذه الوسائل منتجة ومباركة.

القلب يا احباء: أولا ولهذا يقول الله في سفر يوئيل النبي :” ارجعوا اليّ بكل قلوبكم”( 2: 12). اذا الرجوع القلبي هو المطلوب .القلب أولا المنسحق امام الله .لهذا يأخذ الصوم قوة.

بغير هذه العلاقة القلبية وبغير مشاعر القلب والحب.ممكن تصلي بلا عاطفة بلا حرارة بلا ايمان بلا استجابة لصلاتك .

عليك ان تشعر وانت صائم أيها الانسان بحضرة الله. ان يكون الله في صومك .لذا يجب ان يكون قلبك بالله ومع الله وفي الله. لا تركز على نوعية الطعام او على زهدك،ركز على قلبك ان يكون يشعر بالوجود في حضرة الله.

اذا القلب هو الأساس في الصوم. لا المأكولات ولا النشاطات ولا السجدات ولا المظاهر الفريسية الخداعة.

الأساس هو القلب: هناك نوعين من الذين يصلون ويصومون، هناك من يصلي ويصوم فيخرج بهما الشيطان ،وهناك من يصلي ويصوم بكثرة  وكأنه لم يصل ولا يقبل الله صومه ،كما حدث للفريسي.

القلب اذن هو الحكم .

رجوعنا الى الله أي صومنا نريده بالقلب بالحب ،يعني نحن نصوم كي نبقى مع الله بشكل دائم ومستمر. لا يكون صومنا رجوعنا الى الله هو رجوع في المناسبات اوفي الاصوام .

رجوعنا الى الله يكون دائما في النمو الروحي من حياة التوبة الى حياة القداسة ،يكون بجدية بالتوبة وبالحب الحقيقي وبصدق في فهمنا باننا خطأة نحتاج الى من يقف الى جانبنا .

رجوعنا الى الله  يتطلب الاستسلام الكامل للمسيح ،علينا ان نسلمه كل شيء في يده ،فهو الأمين الذي يريد ان يعطينا الحياة الأفضل. لذا يجب ان نثق بمحبة الله الأبدية لنا .

يا احبائي: الله أراد ان يكون قريبا منا أي ان نكون له علاقة معنا كما كان ادم في الفردوس كانت له هو وحواء علاقة شخصية حميمة. كان يتمشيان مع الله في الفردوس ويتحدثان اليه بصورة مباشرة.

دعونا يا احبائي ننتهز فرصة الصيام ان نعود ونرجع الى الفردوس ونتكلم مع الله مباشرة من خلال قلبنا بواسطة الصلاة والصوم ،وان تكون لنا علاقة مع الله مباشرة ،يعني هذا ان يكون الله جزء من حياتنا اليومية.

هذه العلاقة القلبية الصلاتية الصيامية الشخصية مع الله ليست بالصعوبة .بمجرد ان نصبح أولاد الله فاننا نقبل الروح القدس ويبدأ عمله في قلبنا.

يا احباء: من مستلزمات الرجوع الى الله هو الحاجة الى نوع من الجهاد للالتصاق بالله وأيضا لنكون كاملين  ،كما قال السيد المسيح ” كونوا كاملين كما ان اباكم الذي في السماوات هو كامل”(متّى 5: 48) .

لاجل كمالنا نحن نحتاج الى مغفرة  كما قال اليوم السيد المسيح في انجيل اليوم :”ان غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم ابوكم السماوي أيضا وان لم تغفروا للناس زلاتهم فابوكم أيضا لا يغفر لكم “,

فان  كنتم تريدون ألاّ تُدانون فلا يدينكم أحدا. وهكذا في كل الحياة الروحية يكون لنا هذا المبدأ الهام.

يعني الرب يسوع يريد ان يعطي هذه الطلبة او هذا القول أهمية خاصة ويحذرنا ويقول لنا انتبهوا الخطورة عدم المغفرة بعضكم لبعض

يقول القديس مكاريوس الكبير: استمروا على حفظ هذه الوصية فان ربحها عظيم ولا تعب فيها.

هذه الوصية لا تحتاج لصوم ولا لصلاة ولا لسهر ولا ان تتعب نفسك في العمل ،بل مجرد ان تقول من كل قلبك :يارب انا غفرت لأخي،لهذا ليس فيها تعب، وأيضا فورا تجد خطاياك قد غفرت لذلك يقول ربحها عظيم .

اذا هذه فرصة ذهبية ومجانية بدون أي تعب ان تكسبوا اعظم ربح .

لماذا ركز الرب على ضرورة ان نغفر للناس زلاتهم لأننا ان فعلنا ذلك نكون متشبهين به .هو الذي غفر لصاليبه بل لكل العالم جميع خطاياهم.

نكون متشبهين به في تقديم الاحسان تجاه الإساءة في غلبة الشر بالخير .(ولا يَغلبَنَّك الشر بل اغلب الشر بالخير .

اذا عندما نغفر بعضنا لبعض نكون متشبهين بما فعله الله من اجل خلاصنا.

أخيرا يقول لكم بولس الرسول: “مسامحين بعضكم بعضا كما سامحكم الله أيضا في المسيح فكونوا متمثلين بالله كأولاد احياء “( افسس 4: 32 – 5: 21 ).

انطلقوا بسلام واعشقوا الله احبوا واغفروا عندئذ تعاينون نور القيامة وتهتفوا مع ملائكة السماء المسيح قام .