المسامحة والغفران هي شيمة المسيحيين
احد مرفع الجبن
احد الغفران
النص الانجيلي:
متى (6: 14-21)
قال الرب إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي أيضاً* وإن لم تغفروا للناس زلاتهم فأبوكم أيضاً لا يغفر لكم زلاتكم* ومتى صمتم فلا تكونوا معبسين كالمرائين. فإنهم ينكّرون وجوههم ليظهروا للناس صائمين. الحق أقول لكم إنهم قد أخذوا أجرهم* أما أنت فإذا صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لئلا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفية. وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك علانية* لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يُفسد السوس والآكلة وينقب السارقون ويسرقون* لكن اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا يفسد سوس ولا آكلة ولا ينقب السارقون ولا يسرقون* لأنه حيث تكون كنوزكم هناك تكون قلوبكم*
العظة:
باسم الآب والابن والروح القدس،امين
" اغفروا يغفر لكم" (لوقا 3- 37)
" كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم الله ايضا في المسيح " ( افس 4- 32)
" محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا ان كان لاحد على احد شكوى كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا "(كولوسي 3- 13 )
ايها الاحباء ان هذا اليوم المقدس المعروف بمرفع الجبن ويسمى كذلك باحد الغفران ،حيث ندخل بنعمة الله غدا الصيام الكبير المقدس.
الصوم هو ليس بنظام اكل خاص فقط،وانما هو اعمق من ذلك بكثير، فها نحن داخلون فترة حرب وجهاد روحي مع القوى الشر الموجودة في داخلنا ،فليس الهدف ان نقطع عن طعام معين فقط وانما نحن نحارب شهواتنا واهواءنا ونحاول ان نكتسب بعض الفضائل التي تؤهلنا ان نكون مأهلين ان نعاين نور القيامة.
إنجيل اليوم يضعنا في مرحلة هذا الاستعداد وكأن الصوم لا قيمة له إذا كان عند أي إنسان حقد أو ضغينة لأي إنسانٍ آخر. "اغفروا للناس زلاتهم" بهذا يبدأ الإنجيل.
من نحن لنغفر، الله وحده هو الغفور. لماذا يقول الانجيل بكلمة يسوع المسيح أن نغفر نحن الزلات للآخرين؟ يقول لنا هذا ليكون لنا دورٌ بنظافة أنفسنا الداخلية وقلوبنا.
والإنسان الذي يحمل على إنسان آخر حقد أو ضغينة، الإنسان الذي يحمل كره أو إدانة هذا إنسان لا يستطيع أن يدخل إلى صومٍ من أجل غايةٍ أسمى من التي فيها غاية لهذا الغفران، لأن الصوم يحمل غايةً وهي أن نتحلى بضبط النفس لنصير مقبولين عند الله.
إذاً لنتذكر قول السيد المسيح: "إذا ذهبت إلى الكنيسة لتقدم قربانك وتذكرت أن لأخيك شيء عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولاً واصطلح مع أخيك ثم عد وقدم قربانك" (متى23:5). لا يستطيع الإنسان أن يواجه الله وفي قلبه شيء كبير أو صغير تجاه أخيه الإنسان. عليه أن ينقي قلبه بغض النظر من هو الخاطئ بين هذين الاثنين. لنتذكر دائماً إن الله هو الذي يغفر الخطايا، لكن علينا أن نتهيأ ليكون هذا الغفران الإلهي آتٍ من استعدادات بشرية، أي أن الله يقيم وزناً للإنسان قبل ما أن يقوم هو بالدور الإلهي.
بهذه المغفرة نشعر أننا صرنا على أبواب العلاقة مع الله التي تكتمل بالصوم المبارك، والصوم هو علاقةٌ بين الله والإنسان ولا شيء آخر البتة. لذلك قال إنجيل اليوم: "عندما تصوم لا تظهر للناس صائماً بل لأبيك الذي في الخفية".
لماذا الغفران او التسامح ؟
في الاساس ان التسامح تعبير عن سلوك مسيحي اصيل واقتداء بشخص يسوع المسيح الذي ترك لنا مثالا لكي نتبع خطواته . الذي اذ شتم لم يكن يشتم عوضا ، واذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي بعدل (1 بطرس 2: 21 – 32 ) فقد فتح قلبه لكل الخطأة من كل جنس ولون حتى قيل عنه انه محب للعشارين والخطاة.
وبهذا جذبهم اليه بمحبته وغفرانه . ولم تقف عقبة امام اقترابه منهم حتى الناموس والتقاليد اليهودية،فهو يتحدث مع نساء بعضهن زانيات ،ودخل بيوت الوثنيين ولمس نعش ابن الارملة وسمح لنازفة الدم ان تلمسه وتعامل مع البرص المنبوذين وذات الاراوح النجسة وسامح الذين اهانوه وعيََروه وحتى الذين صلبوه .
ووصية الكتاب المقدس الصريحة ان نسامح ونغفر بعضنا بعضا (كولوسي 3: 13) كما سامحنا الله ايضا في المسيح (افسس 4: 32)بجميع الخطايا . والله يسامحنا كل يوم على خطايانا وتقصيراتنا في المحبة والصلاة والخدمة وعمل الخير ، وبالتالي فلكي نتمتع باستمرار الغفران الالهي علينا ان نمارس التسامح والغفران في حياتنا على كل المستويات .
والا يحدث لنا ما جرى للعبد الرديء الذي كان مديونا بعشرة الاف وزنة ولما توسل الى سيده ان يتمهل عليه تحنن عليه واطلقه وترك له الدين .ولكن لما خرج العبد ولم يسامح من كان مديونا له بمئة دينار ولم يستجيب لتوسلاته بل القاه في السجن حتى يوفي الدين ،غضب السيد على العبد وسلمه للعقاب حتى يوفي ما كان عليه . وفي ختام المثل قال المسيح :" فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته "(متى 18: 23- 35 ) .
اذن يقول الانجيل المقدس:
" ان لم تغفروا للناس لا يغفر لكم ابوكم زلا تكم)" ( متّى 6: 15)
" إذهبْ وصالح أخاك أوْلاً ثّم تعال وقرَّب قربانك" ( متّى 5: 24).
" حبوا اعدائكم وصلّوا من أجل مضطهديكم " ( متّى 5: 43_44).
" متى وقفتم تصلون ، فاغفروا ، إن كان لكم على أحد شيء، لكى يغفر لكم أيضاً أبوكم الذي فى السموات زلاتكم ، وإن لم تغفروا أنتم(للمسئين إليكم )لا يغفر أبوكم الذي فى السموات أيضاً زلاتكم " ( مر 11 25 – 26 ) .
يعني أن الرب يشترط ضرورة أن نسامح ، وأن نصفح عن كل من يخطئ فى حقنا ، لكى يعاملنا هو بالمثل ، كما علمنا فى الصلاة الربانية " واترك لنا ما علينا كما نترك نحن لمن لنا عليه "( مت 6 : 11) ، ( لو 11 : 4 ) .وسأل بطرس الرسول ، الرب يسوع : " يارب كم مرة يخطئ إليَ أخي وأنا أغفر له ؟ هل إلى سبع مرات ؟ ! ، فقال له يسوع : " إلى سبعين مرة سبع مرات " /يوميا/ ( متى 18 : 21 – 22 ).
يعني غفران بدون حدود .ولكن هناك قلوب قاسية لا تريد أن تسامح وتغفر ، وربما تموت فجأة، فتمضي إلى الجحيم بالطبع . وقال أحد القديسين متسائلاً : " بأي وجه تطلب من الرب أن يسامحك ، وأنت لا تسامح من أخطأ إليك ؟! " . وكأن مغفرة الرب لنا ، مقرونة بمغفرتنا نحن للآخّرين.
اذن لم يكتفِ يسوع بالوعظ والارشاد عن المسامحة والغفران ، بل كان القدوة في مسامحة الاخَرين والصفح عن صالبيه على الصليب وهو يعاني اقسى وأشد انواع العذاب " إغفرْ لهم يا أبتِ لأنّهم لا يعلمون ما يفعلون" ( لوقا 23م 34).
لأشكّ في أنّ المُسامحة والغفران هي ضد منطق البَشر ، لذلك أنه عبئ علينا في بعض الاحيان كبشر ان نُسامح مَن ظلمنَا وشوه صورتنا وإساء إلينا بدافع البغض والغيرة والمنافسة والتعصب. فطبيعتنا البشرية تدعونا إلى الثأر ورد الصاع صاعين ولكن الإنجيل وتجربة الحياة علّمتنا أن الثأر يولّد الثأر، والذي يزرع العنف يحصدالعنف، ولا سبيلَ إلى الخروج من هذه الدوّامة إلاّ بالمسامحة والغفران .
يا احبائي احذروا من ابليس من شيطان الكبرياء والعجب عندما يقول لكم لا تسامحوا بل انتقموا انتم قديسون اطهار تأتون الى الكنيسة وتصومون وتقراوان الكتاب تقدمون صدقات بل تعالوا معي الى جنهم .
صدق المثل الشعبي القائل :" عقلك في رأسك ،تعرف خلاصك" وقال ايضا يوحنا الذهبي الفم :" لايستطيع احد ان يضرك سوى نفسك" "بيدك اسعاد ذاتك او اتعاس نفسك بنفسك" وهذه حقيقة لا ينكرها اي احد .لان عدم الغفران هو السبب الذي يحرم مؤمنين من التمتع بما لهم من الفضائل والايمان ويحرمهم من استجابة صلواتهم.
عدم الغفران يشبه الدهون عندما تتراكم في الشرايين الى ان تمنع سريان الدم وقتها يموت الانسان،لذلك فلايمان القوي والفعال يحتاج ممارسة الغفران والمسامحة لان بدونه يكون ايمانك ميت لا فائدة منه، وبالتالي تكون انسان مائت روحيا، والموت الروحي هو اصعب بكثير من الموت الجسدي.
اذن هناك تأكيد من الرب يسوع لنا وهو لكي ننال نعمة الغفران يجب علينا ان ننعم بها على غيرنا ونغفر ايضا،اما اذا رفضنا المسامحة والغفران نكون صرنا معثرة للاخرين والرب يسوع يشدد على الشخص الذي تأتي بواسطته العثرات ( الويل له).
اما الانسان الذي يغفر ويسامح ويحب، فنفسه تتمتع بخائص اذ يمتلىء قلبه بالحب للرب وسلام مع الرب ومع الاخر، وبالسعادة والفرح وبراحة ضمير لان الله يكون ساكنا في قلبه ويخاطبه باستمرار وينال رضوان الله ومن هنا ان الغفران والمسامحة فضيلة غنية وكبيرة جدا تنعكس ايجابا على السلوك المسيحي اليومي .
من قراءتنا انجيل اليوم نتعلم من الرب يسوع ان نسامح بعضنا البعض بسلام ،وليكن كل واحد منا مسامحا غفورا
ليصبح رسول سلام ومحبة وليكن الغفران شعارا لحياتنا ولعلاقاتنا بين الناس لان المسامحة هي من شيمة
المسيحيين الحقيقيين فكونوا المسامحين لتحيوا المسيح والمسيحية. اعاد الله هذا الموسم المبارك وانتم في تمام
الصحة والعافية وانتم وجميع عائلتكم المباركة بنعمة الثالوث القدوس تحفظكم جميعا ، آمين
بركتك ابونا
انا محتاجة مساعدة انا دخلت من شهر في المسيحية و محتاجة اتعلم كل شي عن الدين
ارجوك ابونا انا مش لاقية حد اساله
بنتك ندى
الرب يبارك حياتك