موت الزوج!!! … سعادة الزوجة… !!!!
القديس يوحنا الذهبي الفم
هل مات الزوج وترك الزوجة وحيدة؟ يسأل الذهبي الفم الارملة :” لو كان لك زوج يوافقك دائما في رايك،ومستنير يكرمك في كل الاوقات،زوج يمتدحه الجميع، منتبه وحكيم يحبك ومن اجل هذا يغبّطك الجميع ،لو كان لك زوج من هذا النوع وبُورِكت ايضا بولد منه وكان مات ذلك الولد في سن مبكر، أتساءل هل كنت تشعرين بحزن لا قرار له لدى فقدك ولدك؟ لا ابدا،وهذا لان حبك العظيم لزوجك يخفّف ويشتت الحزن على الولد الى حد ما.هكذا هي الحال الان ،أذا كنت تحبين اكثر من زوجك واخذه الله فانك لن تشعري بالحزن.تقولين ان زوجك هو حاميك والله لا يهتم بك. ولكن ما هي الكلمات الغاضبة التي تقولينها؟لقد اخذتِ كل شيء من الهك المحب بينما ماذا اخذت من زوجك؟حتى وان كان زوجك قد نفعك بشيء ما فانه فعل ذلك لانك اعتنيت به ولكن الله جوّاد علينا حتى وان كان لا يحتاجنا،يساعدنا محبة واحسانا ويقدم لنا الملكوت الابدي والحياة الخالدة والمجد والتبني ويجعلنا ورثة مشاركين مع ابنه الوحيد .أيّا من هذه الاشياء كلها قدّمها الزوج ؟ماذا نلت منه؟ العذاب والالم غالبا وبشكل كاف وتماما وسوء المعاملة..سوف تجبين بانه قد قدّم لك اشياء جيدة معينة ايضا ،وما هي؟أنه ألبسك لباسا غاليا؟ انه وضع عليك عقودا واقراطا وجعل الجميع يوقرونك ولكن هذا الملك،الذي هو الله عنده ثياب ايضا ومع انها ليست كالثياب الارضية الا انها افضل بكثير انها ثياب النفس اللامعة ومن افضل نوعية ، الاحتشام والترمل الشريف… لقد انفصلت عن زوجك ولكنك اتحدت بالله لم يعد عندك رفيق ،خادم ورفيق ولكن لديك السيد ، الله.
اذا كنت تحزنين لانه كان مؤمنا وفاضلا،فالاحرى بك عندئذ ان تفرحي لانه ذهب الى الحياة الاخرى “بأمان كثير ومجد” ويحيا الان في سلام .ولكنك تريدين ان تسمعي صوته وتتمتعي بحضوره النبيل المنير ومحبته؟ عيشي في عفاف،ابقي مخلصة له حتى الان وانت ارملة،كوني توّاقة ان تقدمي حياة جديرة به وعندئذ سوف تذهبين الى المكان نفسه الذي ذهب اليه وسوف تعيشين معه في سعادة مع القديسين لكن لا لخمسة سنين او عشرين او مائة والف او الفين او عشرة آلاف او مرات كثيرة بل الى عصور لا نهائية وغير محدودو .هل تريدين الميراث الذي تركه لك لتعيشي آمنة؟عليك ان ترسلي ممتلكاته الى السماء،قرب زوجك وذلك عبر اعمال الاحسان الجيدة التي سوف تعملينها وهكذا ستكونين آمنة هنا وستجدين كنوزك هناك عندما تموتين.
توقّفي عن الحداد وتابعي الحياة نفسها التي كنت تعيشينها معه من قبل او عيشي بالاحرى حياة حتى اكثر انتباها .بهذه الطريقة سوف تتمكنين من العيش معه ثانية وتتحدثين معه ثانية الى دهور لا نهاية لها “