باسم والآب والابن والروح القدس،آمين
” مباركٌ الرجل الذي يتكل على الرب “
” لانك أنت رجائي يا سيدي .الرب متكلي منذ شبابي”
أن رأيتني رجلا مملؤواً بالرجاء أُريك رجلا مملوواُ قوة وإيمان”
ايها الاحباء: ان المثل الوزنات الذي سمعناه الآن مِثل مَثل العذراى العشر،والسبب في ذلك لانه يعلّم وجوب الاستعداد لمجيء المسيح الرب الثاني للدينونة.والاستعداد لا يكون بالكسل والانتظار بل بالنشاط والعمل والسهر ،وعلى هذا الاساس السيد سيرى النتائج وسيدين اصحابها.
ان فكرة الانتظار ،انتظار عودة الرب هي ان نستغل فيها الوزنات،المواهب والنعم ،التي سلمها الرب اياها لنا وسكبها علينا .ان نكون امناء للرب في عملنا وسلوكنا وحياتنا وخدمتنا في فترة غيابه. لا يوجد شيء يجعلنا غير امناء وكسالى إلا عدم الثقة القلبية به وعدم الرجاء.
ومن مسلتزمات العمل والتجارة في الوزنات اثناء انتظارعودة الرب هو العمل بدون توقف،وبنشاط متواصل والسهر والخدمة.
إلاّ إن أخطر الحروب الروحية وأقسى الاشياء التي تحارب نشاطانا وخدمتنا وسهرنا هو انقطاع الرجاء او وقوعنا في اليأس. عدم الرجاء يجعل حياتنا ثقيلة ،بل مستحيلة،ويبسبب لنا الفشل والكآبة ،ويؤدي بنا الى الانتحار الروحي.لذلك الرجاء حصنٌ لمن يتمسك به، وسببٌ في هلاك من يفقده .
اذا ما هو الرجاء المسيحي؟.
الرجاء المسيحي يأتي من لدن الله من العلاء،وهو فضلية،الرجاء هو ان نحيا في استسلام كامل بين يدي الله،الذي ينشر فينا هذه الفضيلة وينميها ويغذيها ويقويها.
الرجاء هو نرجو أن يأتي يسوع المسيح فلنقاه وجها لوجه وان يستقبلنا بمجد الابن الجالس على يمين ابيه.
الرجاء هو ان يصبح ملكوت الله حقيقة.إلا أن عودة المسيح المرتقبة والمرجوه هي دينونة أيضا.
لهذا نحن نتمسك بالرجاء لان الهنا محبٌ وهو يريد منا ان نتمسك بالرجاء وفيه نصل الى غنى مجد ملكوته. من اجل ذلك نحن نصلي ونقول في المزامير:” الاتكال على الرب خيرٌ من الاتكال على البشر، الرجاء بالرب خيرٌ من الرجاء بالرؤساء.
احبائي:الله لكي يثبّت فينا الرجاء يعطينا الكثير من الوعود لنثق فيه ويقول لنا: “انه أحن من الأم على أبنائها “(اشعياء 49 : 15- 16).
السيد المسيح كان وسيبقى رجاء لكل واحد منا ومن يتكل عليه لا يخزى.
السيد المسيح رجاء الخطأة في التوبة،(فمن تراه كان يتصور ان مريم المجدلية الخاطئة تتوب وتتحول الى مبشرة بالقيامة. اي قوة وشجاعة حصلت عليها بالايمان لتشهد لبشرى الخلاص
السيد المسيح رجاء المتعبين فهو القائل:” تعالوا الي يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم. ..” (متّى 28:11-30.)
السيد المسيح رجاء للمنبوذين والضعفاء والمحتاجين لقد ذهب للبُرص ولمسهم بيده الشافية وشفاهم وهو الذي يبحث عن الخروف الضالّ ليردّه.
ان السيد المسيح رجاء المحزونين .. هو الذي تحنّن على الارملة وهي تودّع ابنها المحمول على النعش . فلما راها الرب تحنن عليها وقال لها لا تبكي. ثم تقدم ولمس النعش فوقف الحاملون فقال ايها الشاب لك اقول قم.فجلس الميت وابتدا يتكلم فدفعه الى امه” (لوقا 12:7-15).وهو الذي أقام لعازر من القبر بعد اربعة ايام. وهو الذي يعزّي كل نفس حيث قال: (.. انا هو القيامة والحياة من امن بي ولو مات فسيحيا “(يوحنا11 : 25).
إن الرجاء المسيحي ليس هو أن يأتي المسيح ويأخذ المؤمن إليه عند موته إنما رجاؤنا هو شخص الرب نفسه ليحلّ في قلوبنا ويتمجد بنا وفينا سواء بحياة او انتقال .
سؤال كيف نقوي رجائنا في الله ؟
اولا، الصلاة هي الباب المفتوح نحو السماء الذي يوصل طلباتنا وتضرعاتنا الى الله وبالأكثر عندما تكون مقرونة بالصوم والتواضع والصدقة ونقاوة القلب.
ثانيا، القراءة في الكتاب المقدس وسير القديسين اننا اذ نستنير بالكتاب المقدس ونستمد منه قوة ورجاء من معرفتنا لصفات الله ووعوده الامينة. ونكون مستعدين لمجاوبة كل من يسألنا عن
سبب الرجاء الذي فينا. “بل قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسالكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة و خوف” (1بطرس 3 : 15).
ثالثا، الصبر والثبات.. ان الاكاليل لا توضع إلا على رؤوس المنتصرين ولكي ننتصر يجب ان ندخل الحروب الروحية ونتعلّم ونتقوّى. لذلك نستمر فى الجهاد الموضوع أمامنا وبالرجاء ننظر الى رئيس الايمان ومكمله الرب يسوع “لاننا لهذا نتعب ونعير لاننا قد القينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلص جميع الناس ولا سيما المؤمنين” (1تيموثاوس 4 : 10).
رابعا،القيامة والحياة الابدية حتى عندما يفتقدنا الله ويأخذ لديه عزيزًا لنا يجب ان لا نحزن “ثم لا اريد ان تجهلوا ايها الاخوة من جهة الراقدين لكي لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم “(1تسالونيكي 4 : 13). بل نثق ان هذا هو تحقيق لرجائنا الابدي ان نستوطن عند الرب “وربنا نفسه يسوع المسيح والله ابونا
الذي احبنا واعطانا عزاء ابديا ورجاء صالحا بالنعمة “(2تسالونيكي 2 : 16) فكما قام السيد المسيح منتصرا هكذا احباؤنا لديه قيام فالله الهنا ليس اله اموات بل اله احياء لان الجميع عنده أحياء.
ماذا نجني من ثمار الرجاء في حياتنا؟.
الرجاء يعطينا قوة وغلبة .. الذي يحيا في الرجاء يقول مع القديس بولس الرسول” استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” (فيليبي 4 : 13).
الرجاء يثمر فينا عدم خوف وطمأنينة .. فنحن نثق في الله القادر على كل شيء ولن يفصلنا عنه شيء . لقد قالوا قديما ليوحنا ذهبي الفم ان الملكة ستنفيه فقال لهم للرب الارض وما عليها ، المسكونة وجميع الساكنين فيها ، فان الله في كل مكان وقادر ان يقودنا في أمان .
القداسة والجهاد .. من ثمار الرجاءالمسيحي ، نستعد بالقداسة والتقوى لملاقاة الله ونثق ان الله يعمل في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة لصالحنا ومستقبلنا.
يقول يوحنا فم الذهب:” ان الرجاء هو كالحبل القوي الذي يمسك نفوسنا لانه موثوق بالسماء. ). فلنتمسك اذا بالرجاء وليكن لنا إيمان ورجاء راسخ فى الله.
اخيرا :احبائي فلنصلي معا ومع احباءنا عائلة المرحوم جوزيف يارد ،الذي كان ممتلئا بالرجاء الحي والايمان القوي، الذي ذهب وانتقل بسلام وبمحبة واشتياق الى مسكنه الاصلي اي الى ملكوت الله الابدي ،فلنرفع سوية هذا الدعاء على نيته وعلينا جميعا قائلين:
ايها الربّ الإله ،يا رجاء من ليس له رجاء ، معين من ليس له معين ، عزاء صغيري النفوس وميناء الذين في العاصفة . هبنا رجاءً صالحًا بالإيمان والثقة فيك. انت يا مصدر الرجاء وعون المساكين والصارخين اليك ليلاً ونهاراً ، لا تتركنا بل بالمراحم أجمعنا تحت ظلّ رحمتك، ولتكن انت رجاءنا فى ضيقاتنا وشدائدنا وامراضنا لاننا لا نعرف آخر سواك أسمك القدوس هو الذي نقوله فلتحيا نفوسنا بروحك القدوس ولا يقوى علينا موت الخطيئة ولا على كل شعبك يا الله ضابط الكل.آمين