عظة عيد الميلاد 2016 – كنيسة الصليب المحيي – الأب باسيليوس محفوض
تساؤلات ميلادية ؟
لماذا ولد يسوع المسيح؟ .ماذا نستفيد من ولادة يسو ع؟.
أو ماذا حصلنا في ولادة يسوع؟.
العظة:
المسيح ولد + + حقا ولد
اليوم ولد لكم المخلّص … افرحوا
باسم الآب والابن والروح القدس،آمين
أيَّها الاحباء : من سنة الى سنة يعود الينا عيد النور والفرح الكبير وهو عيد مولد يسوع المسيح.
دعونا اليوم ندعو يسوع. فهذا زمن مجيئه في الجسد، ظهوره الأول بعد أن شعّ من الآب فلنسمع ما يقوله لنا اللـه الآب:” هذا المولود مني قبل كون العالم أردته أن يولد من امرأةٍ من بناتكم لتذوقوا قربي، وتدركوا أنكم مُلقَون في حضني، وإذا جاءكم الابن في التواضع ستفهمون أنكم لابد أن تولدوا أنتم في التواضع لأن الكبرياء لا تلد إلا التفاهة، من كان منكم قائماً في مجد العالم سيدرك فَقَر ابن الإنسان، فإذا جاءكم العيد زينةً لبيوتكم أو فرصةً للمآدب والمآكل وزينة وهدايا و نسيتم الطفل المولود تكونون قد تركتم يسوع الناصري الفقير وحيداً حزيناً وجوعاناً.
ألم يولد يسوع من أجل كل واحد منكم شخصياً ؟ أم أن ولادة المسيح هي حدث تاريخي لا يخصك؟ هل أنت ملتزم الميلاد باعتباره عيدك الشخصي؟.
يا احبائي أراد الكتاب المقدس أن يؤكد ان موضوع ولادة الابن الكلمة يسوع المسيح ،ليس هو مجرد قصة تاريخية،انما هي حقيقة حية يحس بها المؤمن في حياته .وينفعل مع هذا الحب وباللقاء يسوع.
ان هذا المولود اي يسوع هو الاله الحق والحياة الابدية.جاء كي تتعرفوا عليه وتقبلوه وتحيوا به . لا كعقيدة بل ان تقبلوه شخصا حقيقيا حيا يحيا في داخلكم ويريد منكم ان تحيو به.
لانه هو الحياة (به نحيا ونتحرك ونوجد).جاء معلنا لنا عن ذاته قائلا انا هو خبز الحياة ..انا هو نور العالم ..انا هو الطريق والحق والقيامة.فاذا قبلته واحببته يُظهر لكم ذاته.
يقول الانجيل المقدس: من له الابن فله الحياة ..اثبتوا فيّ وانا فيكم عندئذ تكون لنا الحياة اني انا حي فانتم ستحيون.
لاجل خلاصنا صار ابن الله ابن الانسان .ارتضى ان يولد في المذود الضيق الحقير. رضي ان يُسحق وان يكون طفلا كي ننمو نحن الى الكمال.ولد في مزود كي يرفعنا الى السماء ،كما يقول الرسول بولس من اجلكم افتقر وهو الغني كي تستغنوا انتم بفقره(2 كورنثوس 8: 9 ).
سؤال : لماذا ولد يسوع المسيح ؟ ماذا نستفيد من ولادة يسوع؟ او ماذا حصلنا في ولادة يسوع؟.
الجواب هو: كما تعرفون الانسان حينما خُلق قبل السقوط كان يتمتع بخمس صفات اساسية تميزه عن غيره من الكائنات والمخلوقات وهي:
1 – كان الانسان على صوره ومثاله
2- خلق على غير فساد
3- يعرف الله من حيث المشاركة معه
4- يعيش في القداسة
5- يشعر بالوحدة مع الاخر
عندما سقط الانسان خسر هذه الصفات الخمس اذ:
1- صورة الله في الانسان تشوهت
2- مات الانسان وبدأ الفساد في طبيعة البشر
3- خسر القداسة وصار يميل الى الشر
4- خسر معرفة الله
5- كثرت الانانية والكبرياء والشر.
لذلك صار الانسان محتاجا الى التواصل مع اللـه كي يعيد له حياته الروحية .لذا جاء الابن الكلمة يسوع وولد صار كواحد منا حتى نقبله.اذ حمل جسد مثلنا وبميلاده هذا وهبنا ان نولد به في الله .
” نحن نعرف الله لم يره احد قط” (يوحنا 1: 18 ) ” ليس ان احدا يرى الآب ” (يوحنا 6 :46 )ومع ذلك فبولادة يسوع “قد رايناه بعيوننا شاهدناه ولمسته ايدينا” ( 1 يوحنا 1 – 1).لان المسيح هو صورة الله غير المنظورة ( كولوسي 1: 15) .لانه هو قال الذي راني فقد رأى الآب (يوحنا 14- 9 ).
اذا بولادة يسوع رجعت صورة الله الى الانسان من جديد.هذه الصورة ناخذها في المعمودية.فلولا ولادة المسيح ما كنا راينا الله في الجسد وما امكننا ان نولد ثانية من الله لنصير على شبهه ونستعيد الصورة الالهية باكثر جمال وبهاء.
بولادة المسيح استعدنا الحياة الحقيقية .لان يسوع هو القيامة والحياة وفيه كانت الحياة وبدونه لا توجد حياة وهذه الحياة نستمدها من سر الشكر الالهي القداس الالهي(ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد)
بولادة يسوع اصبح لنا المسيح المثال والنموذج لحياتنا وسلوكنا اذ هو المعلم الصالح نتبعه بكل قلوبنا وهو نفسه قال تعلموا مني(متّى 11 – 19 ) وبالتالي فقد قدس كل شيء في حياتنا. اصبح لنا فرصة ان نتقدس.
بولادة المسيح جعل الجميع رعية واحدة وراع واحد لذلك المسيحية هي الاتحاد بالمسيح وليس عبادات وكسب فضائل انما هي تمتع الانسان بيسوع المسيح الذي هو ملكوت السموات والحياة الابدية لهذا نزل من السماء حتى نعود مرة ثانية الى السماء.
اخيرا احبائي : لنستقبل المسيح صارخين: يا من ولدت من البتول من أجلنا وكابدت الصلب أيها الصالح يا من سبيت الموت بموتك وأريت القيامة بما انك إله لا تعرض عن الذين جبلتهم بيديك بل أظهر تعطفك على الناس أيها الرحيم، وتقبل والدتك والدة الإله متشفعةً من أجلنا وخلِّص يا مخلصنا شعباً يائساً. آمين
المسيح ولد + + + حقا ولد