ترتيب خدمة الذبيحة وبعض الشروحات حولها
بعد ترتيب الأواني المقدسة يسجد الكاهن والشماس ثلاث مرات أمام المذبح قائلين في كل مرة : " يا الله إغفر لي أنا الخاطىء ". ثم يأخذ الكاهن الحربة بيده اليمنى والقربانة بيده اليسرى ويرفعهما الى مساوات وجهه وبكثير من الورع والإنسحاق يقول وهو رافعاً نظره الى السماء : " إشتريتنا من لعنة الناموس بدمك الكريم …" . رفع القربانة هو تذكار لإرتفاع المسيح على الصليب وظهور لمحبته. لأنه بذبيحته على الصليب أعتق الإنسان من لعنة الناموس ومنحه حرية الروح.
ثم يقول الشماس بارك يا سيد. والكاهن يجيب ممسكاً بالحربة والقرابين بيديه راسماً الصليب فوق الصينية المقدسة وقائلاً: " تبارك الله إلهنا كل حين الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين آمين ". ثم يأخذ الحربة ويرسم بها شكل صليب فوق ختم القربانة المقدمة قائلاً: " لتذكار ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ثلاث مرات ".
ثم يغرز الكاهن الحربة في يمين القربانة من الجهة اليمنىلختم القربانةعند الحرف ΙΣ ويقطع دون ان يخرق القربانة الى اسفلها قائلاً: " مثل شاة سيق إلى الذبح ، آية من أشعياء النبي تشير عامة إلى آلام المسيح. وذبيحته على الصليب قد سبق رسمها في الفصح اليهودي بذبح الخروف.
". ثم يقطع من جهة اليسرى المقابلة عند الحرف " ΧΣ ويقول: " وكحمل بريء من العيب صامت أمام الذي يجزه،هكذا لم يفتح فاه ". صمت المسيح في الآمه يدل على قبوله الموت طوعاً حيث يقول في إنجيل يوحنا (17: 18 )
ثم يقطع من فوق جهة الختم العليا ويقول: " بتواضعه ألغي قضاءه". ومن ثم يقطع من أسفل جهة الختم المقابلةالأسفل ويقول: " أما أصله فمن يصفه ".بعد ذلك يقول الشماس: " ارفع يا سيد ". والكاهن يُدخِل الحربة المقدسة تحت ختم القربانة ويفصله عنها قائلاً: " لأن حياته ارتفعت عن الأرض ". ويرفعه ويضعه على الصينية0
الشماس يقول: إذبح يا سيّد. الكاهن: يذبح الحمل المقلوب على الصينية المقدّسة بالاتّجاه العاموديّ للصليب منتبهاً أن يكون القطع عميقاً، ولكن بدون أن يخرق الطابع. وفيما هو يذبح يقول: "يذبح حمل الله الرافع خطيئة العالم من أجل حياة العالم وخلاصه".وحالاً يقلب الخبز المقدّس ويجعل الطابع إلى فوق كما كان. فيقول الشماس: إطعن يا سيّد. والكاهن: يطعن الحمل بالحربة من جهة اليمين فوق حرف (N) ويقول: "وإنّ واحداً من الجند طعن جنبه بحربة. وللوقت خرج من جنبه المقدّس دمٌ وماء. والذي عاين شهد وشهادته حقّ".
عند ذلك يتناول الشماس وعاء الخمر بيمينه ووعاء الماء بيساره ويسكب منهما في الكأس المقدّسة المقدار الكافي وذلك حينما يقول الكاهن "خرج دمٌ وماء".ثمّ يقول الشماس: "بارك يا سيّد الاتّحاد المقدّس". الكاهن يبارك فوق الكأس قائلاً: "مبارك اتّحاد قدساتك كلّ حين الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين". الشماس: "آمين". ثمّ يأخذ الكاهن أحد الغطائين ويضعه مطوياً فوق الكأس.
يأخذ الكاهن قربانة ثانية ليهيء باقي الذبيحةويرفع عنها بالحربة الجزء المثلث الزواياً لوالدة الإله قائلاً: "لإكرام وتذكار سيدتنا والدة الإله التي بشفاعاتها يا ربّ إقبل هذه الذبيحة على مذبحك السماويّ".ويرفع الجزء بالحربة ويضعه عن يمين الحمل قائلاً: "قامت الملكة عن يمينك متسربلة بوشاح موشَى بالذهب". العذراء مريم هي صلة الوصل الرابط بين السماء والأرض. فهي تقف بين الإنسان الذي يرفع ذبيحة التسبيح والله الذي يقبل هذه التقدمة.
ثمّ يرفع من قربانة ثالثة أجزاء الطغمات ويضعها عن شمال الحمل بالحربة ثلاثة صفوف مثلثة على هذا الشكل:
7ê 4ê ê1 ا – الملائكة 4ـ للمعلمين 7ـ الماقتي الفضة
8ê 5ê 2ê 2ـ للأنبياء 5 ـ للشهداء 8ـ القديسين يواكيم وحنةوشفيع الكنيسة ولقديس اليومي
9ê 6ê 3ê 3 ـ للرسل 6ـ للأبرار 9ـ القديس صاحب الخدمة
في إقامة القدّاس الإلهيّ تشترك الملائكة أيضاً لذلك يضع الكاهن عن شمال الحمل جزءاً "لإكرام القوات السماوية".فقد أعلن أوّلاً للملائكة تدبير الله للبشر وسرّ محبة يسوع الإلهيّة لهم ومن خلالهم بلغت إلينا نعمة المعرفة:
1. جبرائيل بشّر زكريا بولادة يوحنا
2. رئيس الملائكة حضر إلى العذراء ليبشّرها
3. ملاك أعلم يوسف أن العذراء قد حبلت من الروح القدس.
4. ملاك بشر الرعاة بولادة المخلص وجند من الملائكة السماويين ظهروا بغتة مسبحين الله وقائلين: "المجد لله في العلى..
الكنيسة هي محفل القدّيسين 0في القدّاس الإلهيّ نحن مع "جميع القدّيسين .
يقطع الكاهن جزءاً يضعه تحت الحمل ذاكرا جميع الأساقفة الأرثوذكسيين وجميع الاكليروس و الرهبان والعلمانيين ثمّ يذكر رئيس الكهنة الذي رسمه إذا كان حياً، ثمّ يذكر من يشاء من الأحياء بأسمائهم.
ثمّ يقطع جزءاً ويضعه تحت أجزاء الأحياء قائلاً: "لتذكار المطوبي الذكر الذين عمّروا هذه الكنيسة المقدّسة (أو الدير المقدّس) وغفران خطاياهم0
ثمّ يقطع جزءاً ويذكر رئيس الكهنة الذي رسمه، إذا كان راقداً، وينحت برأس الحربة كالعادة ذاكراً من يشاء من الراقدين بأسمائهم، قائلاً: "أذكر يا ربّ عبيدك …".
وفي النهاية يقول: "لتذكار جميع آبائنا وإخوتنا الأرثوذكسيين الذين رقدوا على رجاء القيامة والحياة الأبدية أيها الربّ المحبّ البشر".
وأخيراً يقطع الكاهن جزءاً من أجله ويضعه مع أجزاء الأحياء قائلاً: أذكرني يا ربّ أنا أيضاً عبدك غير المستحق واغفر لي كل ذنوبي الطوعية والكرهية".ثمّ يأخذ الشماس المبخرة ويقول للكاهن: بارك البخور يا سيد. فيجيب الكاهن: بخوراً نقدّم لك أيّها المسيح فتقبّله على مذبحك السماوي…". لاجل تستير ثمّ الختم.بعد الختم يسجد الكاهن والشماس ثلاث سجدات، ثمّ يقبّل الكاهن القرابين من فوق الستر الكبير على شكل صليب (فوق الصينية وبعدها فوق الكأس ثم صليب الستر وبعدها طرف الستر فوق المذبح)
قبل ان يقوم الكاهن بتقدمة وتهيئة القرابين للذبيحة الالهية حيث يأخذ الكاهن الكيرون وهو الإذن للقيام بالقداس الإلهي: صلاة مقتضبة يصليها الكاهن أمام الباب الملوكي من أجل أن يؤهله الرب للقيام بالقداس. (في حال وجود رئيس كهنة يتم اخذ الكيرون منه مباشرة). ثم يلي ذلك ارتداء الكاهن للملابس الكهنوتية الخاصة بالقداس ليبدأ بعدها بإعداد الذبيحة .
صلاة الكيرون هي فاتحة تبشيرية بالقداس الإلهي، ترمز الى زمن حضور المسيح إلينا وتذكرنا بأنه قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله 0هكذا تهيئنا لاستقبال ملكوت المسيح لا شتراكنا في عشاء ملكوته 0
الكاهن هو خادم القداس الإلهي 0وبخدمته هذه ينفصل الإنسان عن عالم الخطية ويتجه نحو الله وهدف الخدمة الكهنوتية هو " ان يعطي النفس أجنحة ان ينتشلها من العالم ويهبها لله " وان يجعل المسيح مقيما في قلوب المؤمنين وان يؤله الإنسان 0
الخطوة الأولى التي تقود الكاهن الى المذبح هي المحبة وعدم الإساءة لأحد0: " فان قدّمت قربانك الى المذبح وهناك تذكرت ان لأخيك شيئا عليك فاترك هناك قربانك قدام المذبح واذهب أولا واصطلح مع أخيك 0 وبعدها تعال وقدّم قربانك " 0
على الكاهن فبل تقديم الذبيحة ان يقدم نفسه ذبيحة، هذه الذبيحة الذاتية تطهر الكاهن كله نفسا وجسدا والله يرتضي الذبيحة التي تقدمها إليه أياد طاهرة ونقية وذهن سام وغير معاب في شيء 0
في المساء الذي يسبق القداس الإلهي يقف الكاهن وحده وجها لوحه أمام الله ينقي قلبه من كل المشاعر التي تبرد المحبة يصوم عن الأفكار الشريرة وعن الأطعمة وبعد ان يتهيأ الكاهن روحيا وجسديا ينتظر حلول وقت القداس الإلهي وعندها يحين الوقت، يأخذ الكيرون 0