القسم الثاني من القداس الالهي
قسم الموعوظين
(قداس الكلمة)
الموعوظون هم الناس الداخلون إلى المسيحية والذين لم يعمدوا بعد والذين يتم تعليمهم واختبارهم لمدة من ثلاث سنوات إلى اثني عشر سنة بعدها يعمد الموعوظ في سبت النور, ويصبح عضوا في الكنيسة وفي جسد المسيح.
في قداس الموعوظين يتوجه الإنسان بكلماته الى الله (من خلال الطلبات ) ويتوجه الله بكلماته الى الإنسان ( من خلال الرسالة والإنجيل والوعظ ) ولذا يسمى أيضا بقداس الكلمة. قال اوريجانس:"في قداس الموعوظين تتم خطوبة النفس للرب إما في قداس المؤمنين فيتم زواج الرب بالنفس 0
لقد رتبت الكنيسة المسيحية في الاجيال الاولى ان لا تقبل عضوا ضمنها الا اذا خضع لشروط تختبر اخلاصه للمسيح في عهد كان فيه هذا الاخلاص يعرَض صاحبه للاضطهاد والاستشهاد.
لم يكن يحضر الموعوظ القداس كله بل يحضر جزءا منه يمكنه فيه ان يتعلم الايمان وان يدخل اكثر فاكثر جو الطنيسة.وكان الموعوظون يخرجون من الكنيسة مع الشماس اة من ولي امر ارشادهم اذ يقول الشماس :" يا جميع الموعوظين اخرجوا ايها الموعوظون اخرجوا يا جميع الموعوظين اخرجوا .لايبق احد من الموعوظين.ويسمح لهم بمتابعة القداس في باحة الكنيسة.
يبدأ قسم الموعوظين بإعلان مهيب يتلوه الكاهن: " مباركة هي مملكة الآب ….", ( من الأفضل استعمال ملكوت بدلا من مملكة ) 0 لقد بدأ المخلص كرازته بالتبشير بالملكوت:" جاء يسوع الى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " ( مرقص 1: 14 – 15 ) 0
أولا: الإعلان الافتتاحي
هذا الإعلان إعلان عقائدي مسيحي فيه يدعو المسيحيين للدخول الى ملكوت، لان هدف الحياة المسيحية هو دخول الى الملكوت أو الحصول عليه، ملكوت الله هو فحوى الإيمان المسيحي، ملكوت الله هو الاتحاد بالله كينبوع للحياة لا بل كالحياة نفسها 0خلق الإنسان ليعيش هذه الحياة الحقة 0 رحلتنا الى الملكوت تبدأ تحديدا من هذا العالم في القداس الإلهي حيث نتذوق الملكوت مسبقا قبل ان نصل الى القيامة العامة، القداس الإلهي هو سر حضور المسيح وبالتالي فهو كشف للملكوت الله، حضور المسيح في القداس الإلهي يحول الأرض الى سماء، قبل تجسد المسيح كان ملكوت الله بعيدا لكن عندما حضر إلينا المسيح عبر تجسده انفتحت بوابة الملكوت وبالقداس نعبر هذه البوابة ونتذوق خيراته 0 أيضا في هذا الإعلان العقائدي نعلن إيماننا بالثالوث الأقدس وه وحدة الجوهر هذا الثالوث نقول مباركة مملكة وليس ممالك ملكوت آب هو ملكوت الابن والروح، وأيضا في هذا الإعلان دعوة للمؤمنين ان يتجردوا عن كل اهتمام دنيوي حتى نواجه الله معا وندخل الى حضرته 0
عندما يبدأ الكاهن بإعلان " ممباركة مملكة آب 0000 " يرفع الإنجيل بيديه الاثنتين ويرسم به إشارة الصليب فوق المائدة المقدسة، إذا العمل الأول في القداس الإلهي هو رسم إشارة الصليب 0 القداس الإلهي هو ملكوت الله كما اشرنا سابقا، الذي يقوده الصليب الذي علق عليه ملك المجد 0 الصليب هو البرهان ان المسيح هو وحده الملك الحقيقي 0
ثانيا: آمين
يجيب الشعب على هذا الإعلان بكلمة " آمين " 0 هذه الكلمة هي ذات اصل عبري وتعني حقا، ليكن ذلك 0 أي ان كلامنا يقيني وثابت و نؤكد إيماننا بالثالوث الأقدس والتزامنا واستعدادنا للدخول الى الملكوت، نقول نعم، حقا ان الملكوت هو هدفنا 0 إذا كلمة " آمين " تأتي بمعنى القبول والالتزام، هكذا يكون القداس الإلهي في كل لحظاته يحقق معناه: انه عمل كل الشعب، ( المؤمنون فاعلون ومشاركون مع الكاهن ) 0
ثالثا: الطلبة السلامية الكبرى:
ودعيت كذلك لأنها أطول طلبة في القداس وتبدأ بكلمة ( بسلام )
هذه الطلبة السلامية – في مفهوم الكنيسة الأولى – موجهة الى المسيح " ملك السلام " ( اشعياء 9:5 ) و" سلامنا " ( افسس 2: 14 ) " الذي أقام السلام يوم صلبه " ( 1 كورنثوس 1: 20 ) وأعطانا انجيل السلام "( أعمال الرسل 10: 36 ) 0 فالسلام شرط لنكون أبناء الله " طوبى لفاعلي السلام فإنهم أبناء الله يدعون " 0 ( متى 5: 9 ) لان جوهر الله ان اله السلام ولهذا السبب استودع يسوع رسله السلام :" السلام أعطيكم ، سلامي استودعكم " ( يوحنا 14 : 27 ) 0إذا الطلبة السلامية هي بداية الطريق الى الملكوت ( القداس الإلهي ) ، من دون سلام النفس لا نستطيع ان نلج الى القداس الإلهي 0
اذا اول ما نطلب من الله هو السلام وليس السلام هنا هو السلام الذي يصنعه البشر بذواتهم ولكن السلام الذي من العلى لان المسيح اتى من العلى لكي يبعث فينا السلام الداخالي الحقيقي.الذي يعيد للنفس الطمأنية.لان لا يوجد شيءآخر عادة يهب السلام في النفس مثل معرفة الله واقتناء الفضيلة لهذا المسيح هو الوحيد بمقدوره ان يعيد السلام الى الانسان بعد ان دخلت الخطيئة الى داخل الانسان.المسيح هو وحده الذي يصالحنا مع الله والذي يمنح السلام للنفس وايضا بالتوبة نسطيع ان نحصل على السلام الذي حمله الينا المسيح .اذا القداس الالهي هو سلام الانسان .
" بسلام الى الرب نطلب " في بداية القداس أول ما نطلبه من الله هو السلام، لأننا داخلون الى الملكوت للاشتراك في مائدة الرب ولكن نكون مستحقين يجب ان نعيش السلام في داخلنا وان نطرد كل فكر شرير من عقولنا، ان هذا السلام الذي نطلبه ليس سلام العالم الأرضي بل سلام الله الآتي من عنده هو 0
" من اجل السلام العلوي وخلاص نفوسنا 00" هنا نطلب السلام والمصالحة مع الله، تعلمنا هذه الطلبة انه ينبغي ان نطلب بالدرجة الأولى :سلام الله وخلاص نفوسنا 0 هكذا علم يسوع ان نطلب أولا ملكوت الله وبره ، وخلاص النفوس يعني ملكوت الله 0 وهكذا فان كلمة " سلام " لها معنى أوسع لأنها ثمرة كل خير وبركة وحكمة 0 لا احد يمتلك سلاما كاملا إذا كانت تنقصه الفضائل كلها ومن يرغب في بلوغ مثل هذا السلام يمكنه ذلك بالفضائل فقط، لذلك سلام الله ضروري لكل فضيلة 0 عندما نقول " سلام " إنما يعني سنكون في سلام مع أنفسنا ، فكيف يمكن لإنسان منزعج ، ان يتحد بالله ، لذا فمن لم يكن في سلام لا يقدر ان يصلي كما يجب 0
" من ما اجل سلام كل العالم وثبات كنائس 00 واتحاد الجميع 00 " نطلب ان يكون العالم في سلام ولكن هذا السلام لن يكون ثابتا إلا إذا كان مستمدا من السلام العلوي لذا تكون الكنيسة في سلام إذا كان العالم في سلام ثابتة أمام التجارب 0 السلام يثمر وحدة الجميع في يسوع ( اتحاد الجميع ) ، سلام يوحدنا مع بعضنا البعض ويوحدنا مع الله 0
نحن نذكر في القداس الالهي لباسيليوس الكبير هذا الدعاء:"ايضا نطلب اليك يارب ان تذكر كنيستك المقدسة الجامعة الرسولية الممتحدة من اطراف المسكونو الى الى اطرفها ..كفَ شقاقات الكنائس واخمد تشامخ الامم واقمع ثورات البدع…"
" من اجل هذا البيت 00والذين يدخلون إليه بإيمان وورع 00" هذه هي شروط مشاركتنا في الصلاة 0 على كل مؤمن يدخل الكنيسة ان يفحص ضميره: هل في قلبه إيمان ورع في حضرة الله لذلك يجب ان يكون لباسنا محتشما وتصرفنا لائقا 0
عندما ندخل الى الكنيسة فاننا ندخل الى السماء في حضرة الله.وهناك على المؤمن ان يتصل مع الله بايمان ورع لان الخدمة هنا هي خدمة الله خالقنا ومخلصنا .
" من اجل أبينا 00 والكهنة 00 والشمامسة 00 الاكليروس والشعب 00" المقصود هنا الكنيسة جمعاء التي ننتمي إليها والتي تعلن إنها جسد المسيح موحدة بجميع وظائفها ، هنا الكنيسة تمثل كل العالم الذي يرفع الصلاة والتضرع الى الله نيابة عن كل الخليقة 0
كان القداس الالهي في الفترة الاولى يبدأفي الدورة الصغرى كما هي الآن في القداس فكانت اول حركة ليتورجية هي دخول الاسقف الى الكنيسة ويتبعها لبس ثيابه الكهنوتية في وسط الكنيسة قبل بدء القداس الالهي.عملية لبس الاسقف ثيابه تصور لنا حدث التجسد لان الاسقف يمثل المسيح الاوحد او هو ايقونة المسيح .
" من اجل حكام البلد 00 عمل صالح 00 " نطلب من الله ان يحفظ المكان الذي نعيش فيه
ثم تأتي سلسلة الطلبات من اجل اعتدال الهواء والفصول والأمطار وخصب أثمار الأرض ومن اجل المرضى والحزانى والأسرى والمسافرين، أي ان الكنيسة تصلي لأجل كل شخص بمفرده أينما وجد وفي أية حالة كان .
أخيرا تأتي الطلبة "من اجل نجاتنا من كل ضيق وغضب وخطر وشدة" .
يجيبالمؤمنون على كل هذه الطلبات :"يارب ارحم" جواب بسيط يحمل كل اللاهوت وكل الفكر المسيحي .ارحم هي من فعل عبري يعني الرحمة وصلاح ورأفة وخير اي اننا نطلب من الله ان يسكب علينا كل مراحمه .
في نهاية الطلبة السلامية نقول: " بعد ذكرنا والدة الاله 00ولنودع ذواتنا00 للمسيح الإله "
في هذه الطلبة يدعونا الكاهن ان نضع بعضنا البعض لله ولكن إيداع النفس لله ليس سهلا، لذلك نطلب معونة من العذراء وجميع القديسين، أي نطلب منهم المعونة وشفاعة 0 هنا تعليم عقائدي عن شفاعة القديسين ووالدة الإله0
القديسون ليسوا وسطاء بالمعنى الحرفي للكلمة لان الوسيط واحد بين الله والناس وهو الانسان يسوع المسيح . المسيح هو الجسر الوحيد الذي يصل السماء بالارض ولكن القديسين هم اقنية حية بها تتدفق نعمة المسيح على المؤمنين. فكما ان الاعضاء تخدم بعضها بعضا في وحدة الجسد هكذا فالمؤمنون يساعدون بعضهم بعضا بالصلاة . الرسول يعقوب قال : صلوا بعضكم من اجل بعضكم، وايضا بولس الرسول طلب من المؤمنين ان يصلوا من اجله لكي يعينه الرب على اتمام رسالته البشرية.
لذا فمن يرغب في ان يودع نفسه لله ويجعلها ضمن عنايته يحتاج الى إيمان والى معونة الروح القدس 0 فنحن لا نودع أنفسنا لله فقط بل بعضنا البعض أيضا 0 لأنه بحسب ناموس المحبة ينبغي ان نطلب الخير للآخرين كما نطلبه لأنفسنا 0
في نهاية،تنتهي الطلبة بإعلان عقائدي ثالوثي :" لأنه ينبغي كل تمجيد وإكرام وسجود أيها الآب00
رابعا الأنتيفونات: ( الانيفونا كلمة يونانية تعني ترانيم تنشده جوقتا اليمين واليسار بالتناوب بعد كل اية من آيات المزمور0في القديم كان يرتل المزمور بكامله أما اليوم فيكتفي بآيتين أو ثلاث منه.)
الأنتيفونة الأولى:"بشفاعات والدة الإله " ولها تعليم عقائدي هام عن شفاعة والدة الإله والقديسين وهناك قدرة خاصة وهي شفاعة العذراء مريم " ذلك لأن وسائل الأم تقتدر أن تستعطف السيد "وهذا ما تؤيده حادثة قانا الجليل ، اذا نطلب شفاعة العذراء مريم لكي يخلصنا يسوع وليس احد غيره 0 القديسون ليسوا وسطاء بالمعنى الحرفي للكلمة لان " الوسيط " واحد بين الله والناس وهو الإنسان يسوع المسيح ، العذراء مريم صارت أمنا لأنها ولدت المسيح الذي ارتضى ان يصير بجسده أخا لكل واحد منا ، ولأنها أمنا تنظر الى حاجاتنا وترفعها الى السيد لذلك تدعى بحق الشفيعة الحارة للعالم 0
قبل اعلان هناك افشين الأنديفونة الأولى:" أيُّها الربُّ إلهُنا، الذي عزَّتُه لا تُوصَف، ومجدُهُ لايُدرَك، ورحمتُهُ لاتُحَدُّ، ومحبَّتُه للبشرِ لا تُقَاس، أنتَ أيُّها السِّيدُ، اطَّلعْ بتحنُّنِكَ علينا وعلى هذا البيتِ المقدَّس. واجعَلْ مراحِمَكَ ورَأَفاتِكَ غنيَّةً علينا وعلى المصلِّين معنَا " يبرز هذا الافشين محبة الله للانسان التي لا تحد في حجمها وهي تليق بالسيد .نحن لا نتقبل من السيد احسانا او تعاطفا بشريا بل محبة صادرة من ملك الملوك والاسياد.الله يحبنا على نحو حصري ويطالبنا ان نحبه على المنوال نفسه.
الأنتيفونة الثانية[1]:"خلصنا يا ابن الله " وهي تذكرنا بعقيدة أساسية هي الاعتراف بأن المسيح هو ابن الله وان الخلاص يحققه لنا فقط ابن الله القائم من بين الأموات ولهذه الأنتيفونة عدا قيمتها العقائدية التعليمية قيمة روحية أيضا فهي تحث المؤمن على التوبة.
ثم يأتي النشيد " يا كلمة الله الابن الوحيد.." (ينسب بعض علماء الطقوس هذا النشيد الى الإمبراطور يوستينيانوس (527- 565 ) 0 لكنه من الأكثر ترجيحا ان يكون من نظم البطريرك الانطاكي ساويروس ( 512 – 518 ) فادخله يوستينانوس في صلاة الكنيسة حول سنة 535 0 انه تأكيد لـ التجسد والفداء والثالوث 0 )
وهو بمثابة ملخص للعقيدة الأرثوذكسية ، هذا النشيد يعود الى القرن السادس 0 فيه اعتراف ببنوة يسوع لله وانه ولم غير مائت ، أي قام من بين الأموات وانه تجسد بهدف خلاصنا من مريم العذراء التي نسميها والدة الإله وانه صار إنسانا دون ان يترك الألوهية 0 ( هذا النشيد في القداس الموعوظين قبل الإنجيل يشبه دستور الإيمان ) 0
افشين الأنديفونة الثانية:" أيُّها الربُّ إلهُنا، خلِّصْ شعبَكَ وبارِكْ ميراثَك، واحفَظْ كمالَ كنيستِك، قدِّسِ الذين يُحبُّون جمالَ بيتِك، أنتَ امنحْهُم عِوَضاً من ذلكَ مجداً بقُدرتِكَ الإلهيَّة، ولا تُهمِلْنا نحنُ المتوكِّلينَ عليك "
نحن في المعمودية صرنا اولاد الله (ميراث الله) نعيش احرار وبل قديسين،اصبحنا اخوة يسوه.عندما نجتمع في الكنيسة هناك اخوة لنا وايضا يوجد الروح القدس ويسوع وابوه وكلنا نشكر الله الآب بفرح الذي اهلنا ان نكون من ميراثه.
طلبة والانديفونة الثالثة (افشين الانديفونة الثالثة): " يا مَنْ أَنعَمَ علينا بأَنْ نُقيمَ هذه الصلواتِ المشترَكَةَ المتَّفِقة، يا مَنْ وَعَد بأنَّه إذا اتَّفقَ اثنانِ أو ثلاثةٌ باسمِهِ يَهَبُ لهم طلباتِهم. أنتَ الآن تَمِّمْ طلباتِ عبيدِك بحسَبِ ما يُوافِقُهم، مانحاً إيَّانا في الدَّهرِ الحاضرِ معرفَةَ حقِّكَ ووَاهِباً إيَّانا في الدَّهرِ الآتي حياةً أبديَّة " ان غاية الكنيسة هي شركة المحبةلم تتأسس الكنيسة لنكون منقسمين نحن المجتمعين فيما بيننا بل علينا ان نصل الى الوحدة من خلال القداس الالهي.المسيح عندما يتحدث عن اجتماع المؤمنين باسمه لا يقصد التجمع انما المطلوب هو ان نجاهد لاجل الفضيلة.
الصلاة المشتركة المتوافقة هي هبة من الرب . نحن نرتل في لبقداس الالهي :" لنحب بعضنا البعض لكب بعزم نعترف.."اذا نحن المؤمنين المجتمعين في الكنيسة نكون بصوت .صلاة واحدة.تضرع واحد.ذهن واحد ترتفع صلواتنا الى اللهالآ ب ورجاءنا واحد هو يسوع المسيح.
خامسا: الدخول الصغير (الايصودون)، قبل الأيصودون الصغير تقال طلبة صغيرة مع افشين الدخول:" أيُّها السيِّدُ الربُّ إلهُنا، يا مَنْ أقامَ في السماواتِ طغماتٍ وجنودَ ملائكةٍ ورؤساءَ ملائكةٍ لِخِدْمةِ مجدِه، إجعّلْ دخولَنا مَقْروناً بدخولِ ملائكةٍ قدِّيسينَ يُشارِكوننا في الخدمةِ ويُمجِّدونَ مَعَنا صلاحَك " هنا العبادة(الصلوات وابتهالات)اللتورجيا(عمل الشعب)تجمع الارض بالسماؤ فالملائكة التي تقدم العبادة السماوية بشكل دائم تاتي لتضم عبادتها وصلواتها الى عبادة الشعب المجتمع.لذلك يقول الكاهن في افشين الدخول :"إجعّلْ دخولَنا مَقْروناً بدخولِ ملائكةٍ قدِّيسينَ يُشارِكوننا في الخدمةِ ويُمجِّدونَ مَعَنا صلاحَك" .اذا هناك دعوة يطلقها الكاهن للكنيسة جمعاء ان تتنقى وتدخل الى خدر العريس السماوي بصحبة الملائكة والقديسين.حتة نلبس ثياب العرس التي هي القداسة .
بعد الاعلان ترتل الجوقة طروبارية القيامة ( نشيد الظفر والنصر على الموت) وذلك بحسب لحن الاسبوع او طروبارية العيد او القديس .اثناء ذلك يتم الزياح بسجود الكاهن ثلاث مرات امام المائدة ويقبل الانجيل ويطوف في زياح ويتجه نحو الباب الملوكي امامه الشموع والصليب وهذا يسمى (الايصودون الصغير).
ان كلمة أيصودون تعني الدخول,ففي القديم كان الكاهن يلبس ثيابه الكهنوتية أمام الشعب ثم يذهب إلى غرفة مجاورة فيأخذ الإنجيل ويدخل إلى الهيكل , مبينا بذلك أنه يرتقي من الأرضيات إلى الله ليكون الصلة بينه وبين شعبه , والآن يصور لنا الإيصودون خروج المسيح إلى البشارة التي يرمز إليها الإنجيل , حيث الشمعة التي تتقدم الكاهن تشير إلى نور المسيح الذي ينير العالم – قال الرب :"أنا نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة " ( يوحنا 8: 12 ) كما أنها صورة عن يوحنا المعمدان الذي بشر بالمسيح 0
إذا الايصودون الصغير هو صورة لمجي ابن الله الى العالم ليكرز ببشارة الملكوت، هذه البشارة التي إذا أقبلناها وعملنا بها تدخلنا الى الملكوت 0 اتى يسوع لكي يعيدنا الى الملكوت، ونحن ندخله إذا قبلنا كلامه 0
عندما يصل الكاهن امام الباب الملوكي يبارك الهيكل راسما علامة الصليب ويقول: " مبارك هو دخول قديسك كل حين 00 " إشارة الى دخول شعب الله الى الملكوت الفرادة في هذه البركة هو " دخول قديسيك " أي شعب الله 0 موضوع تسمية شعب الله القديسين يعود الى دعوة يسوع لنا ان نكون قديسين كما ان أبانا قدوس ( 1 بطرس 1 : 15 – 16 ) 0
ثم يرسم الكاهن بالإنجيل إشارة الصليب قائلا:" الحكمة فلنستقم "، والجوقة ترتل "هلموا لنسجد ونركع للمسيح ملكنا وإلهنا " هنا يجب ان يقف كل الشعب بكل وعي وحكمة وان نكون مستعدين للسجود للمسيح معلنين ان ملكنا وإلهنا وحده وان نوجه أنظارنا الى كلمة الله التي تتلى من الإنجيل المرفوع أمامهم 0 بعدها يدخل الكاهن الى الهيكل لكي نذوق الملكوت عبر الكلمة المعلنة بالإنجيل 0